طهران، موسكو، بكين - أ ب، رويترز، أ ف ب - أبلغت طهران وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس، «شروطها الثلاثة للتفاوض» مع الدول الست المعنية بملفها النووي، بدءاًَ من أيلول (سبتمبر) المقبل. ورحّب الاتحاد ب «النبأ السّار»، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة اقتصار أي حوار على الملف النووي الإيراني. وتزامن إعلان طهران استعدادها المشروط للتفاوض، مع تراجعها عن اتهام دولة الإمارات وبريطانيا وألمانيا برفض تزويد الطائرات المدنية الإيرانية وقوداً، على رغم أن الإعلان صدر عن مسؤول إيراني. لكن طهران توقعت فرض «قيود إضافية» على الشركات الإيرانية في الإمارات، الى جانب عقوبات مجلس الأمن. إلى ذلك، حذر الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، الروس من «تغليب مصالحهم الموقتة على تلك الدائمة»، معتبراً أنهم «سيسقطون في فخ الأميركيين إذا لم يتحلوا بمزيد من الوعي». وذكّر ب «خداع أميركا الاتحاد السوفياتي» خلال عهد الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف، مشدداً على أن «ما يسمى تهديد إيران لأوروبا ليس سوى كذبة كبرى، وأميركا تستغل اسم إيران كلما دعت الحاجة». وأعرب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أبرز المفاوضين النوويين سعيد جليلي، عن دهشته من أن تطلب أشتون الحوار مع إيران، بعد يوم على إصدار القرار 1929»، كما استغرب «اتخاذ الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي إجراءات (عقابية) أخرى ضمن ممارستهما الضغوط، بعد رسالة اشتون إلى إيران». ورأى ان «هذا السلوك في إطار استراتيجية الضغط والحوار المعلنة، غير قابل للفهم وغير مقبول، وعندما يصبح هدف المفاوضات واضحاً، ستكون إيران مستعدة لمناقشة تعزيز التعاون الدولي وتبديد القلق المشترك» في الأول من أيلول. ونبه الى أن بلاده لن تقبل أي حوار لا يستند إلى رزمة اقتراحات قدمتها إلى الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في أيار (مايو) 2009. وذكّر أشتون بالشروط الثلاثة التي حددها الرئيس محمود احمدي نجاد في 28 حزيران (يونيو) الماضي، للتفاوض مع الدول الست في أيلول «عقاباً» لها على العقوبات التي فرضتها على طهران. وتأتي رسالة جليلي إلى اشتون رداً على تلك التي وجهتها إليه منتصف حزيران (يونيو) الماضي، بعد فرض مجلس الأمن عقوبات جديدة على طهران، وطلبت فيها استئناف المفاوضات بين إيران والدول الست. وقالت ناطقة باسم اشتون إن الأخيرة «كتبت إلى جليلي لدعوته إلى لقاء في اقرب وقت ممكن، ولكن كان واضحاً أن ذلك سيتعلق بالبرنامج النووي الإيراني». وزادت: «إذا كانوا (الإيرانيون) مستعدين للقاء اشتون، هذا خبر سار لكننا لم نتلقَ رداً رسمياً» من طهران. تزامنت رسالة جليلي مع تأكيد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن بلاده «لن تتراجع خطوة واحدة عن حقوقها النووية». وشدد على أن «إيران أصبحت دولة نووية، سواء قبلوا بذلك أم لا». اضراب البازار على صعيد آخر، أفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن بازار طهران الكبير الذي يُعتبر القلب الاقتصادي للعاصمة، أضرب أمس احتجاجاً على رفع الضرائب. وأشارت الوكالة إلى أن «غالبية المتاجر أغلقت أبوابها احتجاجاً على عدم التوصل إلى اتفاق مع مكتب الضرائب حول ضرائب السنة الإيرانية الأخيرة (آذار/مارس 2009 - آذار 2010)». وحذّر رئيس نقابة بائعي الأدوات الكهربائية محمد طهانبور من احتمال أن «يسوء وضع البازار، إذا لم يجد المسؤولون سريعاً حلاً ولم يتخذوا قراراً»، مؤكداً أن الاقتصاد الإيراني «دخل مرحلة انكماش». وأشار إلى تقرير أوردته صحيفة إيرانية أفاد بوجود شيكات من دون رصيد بقيمة 40 بليون ريال (4 بلايين دولار).