سيكون مهاجم أرسنال الإنكليزي روبن فان بيرسي أمام فرصة الخروج من ظل زميليه في المنتخب الهولندي ويسلي سنايدر واريين روبن عندما يتواجه «البرتقالي» مع نظيره الأوروغوياني في الدور نصف النهائي من مونديال جنوب أفريقيا 2010. لم يقدم فان بيرسي حتى الآن شيئاً يذكر بعد خمس مباريات في النهائيات، وذلك خلافاً لسنايدر وروبن، لأن الأول نجح في تسجيل أربعة أهداف حتى الآن، بينها الثنائية الغالية أمام المنتخب البرازيلي (2-1) في ربع النهائي، في حين نجح الثاني في تحقيق عودة موفقة إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة بتسجيله الهدف الأول أمام سلوفاكيا (2-1) في الدور الثاني، قبل أن يضيف سنايدر الثاني ليضعا بلادهما في ربع النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1998، حين حلّت رابعة، والخامسة في تاريخها. وفشل فان بيرسي في إظهار مستواه الحقيقي في جميع المباريات التي خاضها حتى الآن، وهو متأثر بشكل كبير بالموسم «الأسود» الذي أمضاه في الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ تعرّض لإصابة في كاحله أبعدته عن الملاعب من تشرين الثاني (نوفمبر) إلى نيسان (أبريل) الماضيين. ويسعى مهاجم أرسنال الذي سجل هدفاً في مرمى الكاميرون (2-1) خلال الجولة الأخيرة من الدور الأول عندما كان منتخبه ضمن تأهله في الجولة السابقة، لتعويض ما فاته، ويملك هذا اللاعب الذي قارنه مدربه الفرنسي في النادي اللندني ارسين فينغر بالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، فرصة أن يلعب دور «البطل» في المباراة وقيادة منتخب بلاده إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1978 والثالثة في تاريخه بعدما خسر أيضاً نهائي 1974. قد تكون مسألة اللياقة البدنية والغياب عن المنافسات عاملين أساسيين في المستوى «العادي» الذي قدمه فان بيرسي حتى الآن، وسبباً في الإحباط الذي يعاني منه، الذي تجلى بشكل واضح في مباراة سلوفاكيا عندما بدا مهاجم أرسنال مستاء من قرار مدربه بيرت فان مارفييك باستبداله في الدقيقة 80 من المباراة. وقال فان بيرسي: «نعم كنت مستاء لخروجي، لأنني في هذه الدقائق الأخيرة من المباراة بدأت أحصل على مساحات أكثر فأكثر، وكنت أرغب حقاً في استغلالها»، مضيفاً: «كنت آمل حقاً في الفوز بنتيجة كبيرة». وتابع مارفييك الذي توجّه إليه فان بيرسي بنظرة غاضبة قبل أن يتبادلا الحديث في دكة البدلاء: «في هذه اللحظة من المباراة، كنت بحاجة الى لاعبين حيويين لمواصلة الضغط على السلوفاكيين»، مشيراً الى أان استبدال فان بيرسي بكلاس يان هونتيلار لم يكن بسبب فشله في هز الشباك. وقال: «كان فان بيرسي وراء الهدف الأول الذي سجله روبن، ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك». لكن المسألة تصاعدت لاحقاً عندما كشفت وسائل الإعلام الهولندي ما قاله فان بيرسي لمدربه لحظة استبداله، إذ تساءل غاضباً: «لماذا تخرجني أنا؟ لم لا سنايدر؟». وهبّ فان مارفييك للدفاع عن فان بيرسي وقال إن الأخير بحاجة للمزيد من الوقت من أجل استعادة مستواه السابق، مضيفاً: «روبن كان مصاباً لفترة طويلة خلال الموسم الماضي، وعليه أن يلعب من أجل إعادة اكتشاف مستواه السابق»، معتبراً أن ما قاله فان بيرسي جاء في لحظة غضب لأن الأخير يريد أن يلعب ويخدم منتخب بلاده، فيما قلل سنايدر من أهمية ما حصل. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها فان بيرسي بتوتير أجواء المنتخب، لأن الأمور لم تكن على ما يرام في المعسكر البرتقالي خلال كأس أوروبا 2008 أيضاً، إذ دخل في جدال مع سنايدر بالذات حول من سينفذ الركلات الحرة التي سيحصل عليها المنتخب، ثم طاولت تصريحاته زميله الآخر ديرك كاوت قبيل انطلاق النهائيات الحالية عندما قال إن التشكيلة الهجومية المثالية للمنتخب هي بوجود الأربعة «الكبار» رافايل فان در فارت وسنايدر وروبن و... فان بيرسي. لكن لكي يكون لاعب أرسنال بين الأربعة الكبار عليه أن يستغل الفرصة المتاحة أمامه في نصف النهائي من أجل أن يؤكد أحقيته في أن يكون أساسياً، وأن يخرج من ظل سنايدر وروبن عبر الإسهام الفعلي في قيادة منتخب بلاده إلى اللقب العالمي الأول الذي سيكون اللقب الأغلى والأثمن في خزانة هذا اللاعب الذي لا يزال يبحث عن طريقه نحو المجد.