بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية وصندوق «تحيا مصر» و «جمعية الصداقة الكندية المصرية»، قدّمت فاعليات المهرجان المصري للسنة العاشرة في مونتريال، أولى استعراضاتها الغنائية تحت عنوان «اوبريت كان زمان»، في حضور كنديين وأبناء الجاليات العربية التواقين للفنون الشعبية المصرية والشرقية. وتتمحور فكرة الأوبريت حول قصة حب تنشأ في بداية خمسينات القرن العشرين بين شاب وفتاة ينتميان الى أسرتين من الباشاوات، وتمتد تداعياتها الى منتصف الستينات. يتقدم ابن الباشا لخطبة بنت الباشا الآخر، لكن طلبه يقابل بالرفض لخلافات تقليدية بين العائلتين، ما دفع ابن الباشا الى الزواج سراً من حبيبته، السفر الى كندا. هناك بدأ الزوجان حياة جديدة في عالم بعيد من مشكلات الأبوين اللذين تقدما في السن وتغيرت حياتهما الاجتماعية والسياسية واضطر كل منهما الى بيع «الفيلة» التي يملكها. هذه الأجواء بحلوها ومرها تواكبها على المسرح استعراضات غنائية ورقصات شعبية على وقع موسيقى رومانسية تذكر بزمن عمالقة الفن المصري الأصيل محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد فوزي وليلى مراد وشادية. وتزيدها رونقاً إنارة الصالة بأشعة الليزر المتلألئة الألوان وتوالي الصور الثلاثية الأبعاد التي تنقل المشاهدين في رحلة فنية ثقافية من مونتريال الى معالم مصر السياحية والحضارية والتاريخية كبرج القاهرة والإهرامات والنيل العظيم وحديقة الأندلس وغيرها من المشاهد التي حركت في الحاضرين مشاعر الحنين والعودة الى الوطن الأم. سفراء مصر ويقول منظم المهرجان ورئيس جمعية الصداقة المصرية الكندية عادل اسكندر في حديث ل «الحياة»: «نهدف الى إظهار الصورة المشرقة لمصر من خلال استعراضات فنية وثقافية تبرز إصالة الفنون المصرية القديمة والتي لا يزال لها مذاق خاص في نفوس المصريين والكنديين، فيتذوقونها ويستمتعون بأغانيها وانغامها الموسيقية الراقصة». ويوضح «ان الفنانين المشاركين في المهرجان هم سفراء لبلدهم ينقلون تراثه الانساني والحضاري ويجسدون صورته المشرفة على المسارح العالمية ويفعلون قطاعه السياحي بخاصة في الظروف الصعبة التي يمر فيها اليوم». ويشير اسكندر الى ان المهرجان يكمل لاحقاً فاعلياته في مدينتي اوتاوا وتورنتو. اما احد المشاهدين توفيق شاهين الذي يعتز كما يقول بانتمائه الى «رعيل عبدالوهاب والست أم كلثوم»، فيرى ان «كان زمان تمثل ظاهرة غنائية موسيقية فولكلورية ارجعتنا لأكثر من ساعتين الى الماضي الجميل» لافتاً الى ان الكنديين المصريين ما زالوا على حبهم وعشقهم لأرثهم الفني الذي حملوه ويعيش معهم منذ أكثر من أربعين سنة. العمل من تأليف وإخراج لينين الرملي، وإشراف الفنان ومدير الفرقة مصمم الكوريغراف والرقصات إيهاب حسن، ومشاركة نسرين بهاء وريم فكري وماهي محمود وحسام سيف في الرقص والغناء.