اختتم مهرجان «أورينتالس» أمس أحداثه الفنية في ساحة مرفأ مونتريال القديم بمشاركة أكثر من 18 بلداً وعشرات الفرق والفنانين الذين ينتمون الى دول المغرب العربي والشرق الاوسط والشرق الاقصى وصولاً الى الصين. وتقاطر الى حفلاته يومياً مئات الزائرين من الكنديين والعرب والمجموعات الاثنية الاخرى. يهدف مهرجان هذا العام، كما يقول مديره العام جوزيف نخلة، الى «تأسيس نواة لمدينة فنية شرقية تقدم الى الجمهور الكندي ألواناً من تراثها الغنائي والموسيقي ولوحات راقصة من مخزونها الفولكلوري الشعبي». بدأت احتفالات المهرجان التي استمرت ثلاثة أيام، من الظهر حتى ساعة متقدّمة من الليل وفي الهواء الطلق، واستمر ثلاثة أيام. وتنتصب في ساحته مجموعة من الخيم، تقام في بعضها ورشات للحرف اليدوية (طرابيش، خزفيات وفخاريات، مشكوكات من الخرز ونماذج من الخط العربي بأشكاله المتنوعة. وفي بعضها الآخر، برامج ترفيهية للصغار (مسرحيات، صور متحركة، ألعاب تسلية إلكترونية)، ومعارض للأزياء الشعبية ورسوم بالوشم والحنة وعطور طبيعية، وأجنحة للمأكولات والحلويات الشرقية العربية وغير العربية. أما برنامج الرقص الشرقي والموسيقى التراثية، فتجاوز 50 عرضاً عابراً للحدود والثقافات والفنون. وتمتد هذه الموسيقى من شمال أفريقيا الى الصين، مروراً بإسبانيا وتركيا وسورية ولبنان وإيران ومصر وكمبوديا والهند. وكان نصيب الافتتاح مجموعة من الرقصات اقتصرت في معظمها على النساء، كرقصة الباليه الفارسية بالمناديل الشفافة البيضاء، والرقصة التركية بوابة العبور بين الشرق والغرب وأساطير الخلفاء العثمانيين، والرقص البلدي المصري المستوحى من حكايات «ألف ليلة وليلة»، ورقصات النشوة لدراويش حلب بطقوسها الصوفية النقشبندية، ورقصة السلالات الصينية المميزة بأثوابها المحتشمة وألوانها الزاهية المزركشة التي تكشف جانباً من أسرار الحضارة الصينية القديمة وأسطورة السور العظيم، ورقصة الخمير الكمبودية المقدسة داخل المعابد القديمة، ورقصة القوافل الهندية التي تمثل تجارة التوابل بين الشرق والغرب، إضافة الى الدبكة اللبنانية الشعبية بقيادة بيار موسى. ويبدو أن الرقصة الصينية استأثرت بإعجاب الكثير من الكنديين. فاعتبرها جان بيار رونالد بمثابة «كنز فني وحضاري»، في حين وصفها الفنان غي دو فاليري ب «المفاجأة الفنية والعلامة الفارقة في المهرجان». وتنوّعت العروض الموسيقية لتشمل البربري والامازيغي والروك والشعبي والاندلسي التقليدي والغناوي والغمبري.