كسرت طالبات تقل أعمارهن عن 12 سنة، قبل سبع سنوات، الحظر المفروض على مسابقات «الجمال»، في مدرسة ابتدائية في الدمام. وأثارت خطواتهن على خشبة المسرح، لغطاً في الأوساط الاجتماعية حينها، وحُجب الخبر في السعودية، فيما نشر دولياً، في العام 2003. ولم يدم اللغط طويلاً بعد اتضاح الصورة، وأن كلمة «جمال» غير متعلقة في الجسد، وإنما في سلوك الطالبات بالمدرسة. وكسرت فتيات، لم يجتزن ال12، الشهر الماضي، «حاجزاً» آخر، مفروضاً على مشاركتهن في المسرح، إذ شاركن إلى جانب ذكور في تمثيل مسرحيات، قدمت في «مسابقة مسرح الطفل»، التي نظمتها جمعية الثقافة والفنون في الدمام. ولم يلتفت المهتمون في الجمال إلى «البطل» الحقيقي، في تغيير مفهوم «ملكة الجمال»، وهن الطالبات اللاتي صعدن خشبة المسرح، قبل أن يقتنص الكبيرات الفرصة، بعد ست سنوات من انطلاق أول مسابقة مدرسية للجمال، وأزحن الصغيرات عن موقع الصدارة، وعملن على تعزيز الفكرة بإقامة المسابقة التي لاقت «صدى واسعاً» داخل المملكة وخارجها. كما لاقت «الإنكار» ذاته في بداية أمرها، لعدم وضوح الفكرة، وارتباط الجمال في الجسد. وانطلقت المسابقتان، الخاصة بطالبات الابتدائية والأخرى، من الفكرة ذاتها، التي تتلخص في «تعزيز الأخلاق لدى الفتيات»، بعد تأثرهن بأخلاقيات وافدة، سواء من طريق الفضائيات أو غيرها. وتقول طالبة شاركت في حضور المسابقة التي أقيمت في «مدرسة الأمير فيصل بن فهد الابتدائية» في الدمام في العام 2003: «توقعت الحد الأدنى مما نشاهده في التلفزيون، وفق ضوابط نتفهمها، إلا أن منظِّمة الحفلة بدأت تستعرض المقاييس المختلفة لملكة الجمال، وأعلنت أن المقاييس التي سيتم اتباعها تختلف تماماً». وتمثلت المقاييس في «ارتداء الزي الإسلامي الكامل، وأن تتحلى الطالبة بالأخلاق والفضيلة». واستغلت منظمات المسابقة الأجواء الاحتفالية لاختيار ملكة الجمال، التي تستهوي الطالبات، ولكن من أجل «أهداف سامية». وتعود صاحبة الفكرة الأصل مديرة ابتدائية فيصل بن فهد في مدينة الدمام، آنذاك، فتحية الفوزان إلى العام 2003. وتقول: «إن فكرة ملكة الجمال لاقت رفضاً من نحو 30 في المئة ممن سمع عنها». وبيّنت أن «ردود الفعل والنقد دارا حول اسم المسابقة، إلا أننا تمكنا من إقامتها، بعد الحصول على موافقة إدارة التربية والتعليم». واعترضت الفوزان، على «ادعاء» رئيسة اللجنة المنظمة لمسابقة ملكة جمال الأخلاق خضراء المبارك، من أنها «صاحبة السبق في الفكرة»، مؤكدة أنها «صاحبة الفكرة وطبقتها قبل سبعة أعوام، وليس قبل عامين». وكانت المبارك صرحت أن «فكرة المسابقة انطلقت في العام 1429ه (أي قبل عامين). ضمن مشروع «مهرجان الصفا للزواج الجماعي النسائي». الا أن الفوزان وأرشيف «الحياة» يوضحان خلاف ذلك.