بدأت معالم السباق الرئاسي الأميركي تتضح أمس، مع تثبيت نتائج انتخابات «الثلثاء الكبير» التمهيدية صدارةَ كل من هيلاري كلينتون في الصف الديموقراطي ودونالد ترامب بين الجمهوريين، وذلك بعد فوزهما في سبع ولايات من أصل 12 جرت فيها الجولة الانتخابية الأحدث. غير أن الشرخ العميق استمر في الحزب الجمهوري، حيث رفض كثيرون تقدم رجل الأعمال الثري، في مقابل اصطفاف واضح في المعسكر الديموقراطي وراء وزيرة الخارجية السابقة. وقطعت كلينتون شوطاً كبيراً في السباق أمس، بعد فوزها في ولايات فرجينيا وجورجيا وتينيسي وماساتشوستس وأركنساو وألاباما وجزر ساموا، حاصدة أصوات أكثر من ألف مندوب من أصل 2382 مطلوبة للفوز بلقب مرشح الحزب للرئاسة. في المقابل، فاز منافسها داخل الحزب الديموقرطي السناتور بيرني ساندرز في ولايات فيرمونت وأوكلاهوما وكولورادو ومينيسوتا، حيث جمع أصوات 371 مندوباً. وساعد كلينتون دعم الأقليات، وخصوصاً الأفارقة الأميركيين في ولايات الجنوب، فيما حظي ساندرز بدعم البيض في الولايات التي فاز فيها. وساعدت الأرقام كلينتون في تثبيت تقدمها وموقعها داخل الحزب بدعم من كبار رموزه. ولا يقود هذا التقدم لكلينتون الى التسليم بحسمها السباق داخل حزبها قريباً، فساندرز تمكن من جمع 37 مليون دولار من التبرعات ستساعده للبقاء في ساحة تنافس حتى مطلع الصيف المقبل. لكن الصورة بدت أكثر تعقيداً في صفوف الجمهوريين بعد اكتساح ترامب سبع ولايات هي جورجيا وكولورادو وتينيسي وألاباما وأركنساو وفيرمونت وفرجينيا، وفوز منافسه السناتور اليميني تيد كروز في ثلاث ولايات هي تكساس وأوكلاهوما وألاسكا. أما السناتور ماركو روبيو ففاز بولاية مينيسوتا. نتيجة لذلك يتقدم ترامب بأصوات 316 مندوباً في مقابل 226 لكروز و106 لروبيو، فيما يحتاج أي مرشح جمهوري ل1237 مندوباً للفوز بترشيح الحزب. وعزز تقدم ترامب حال التخبط في القيادة الجمهورية، وطرح سيناريوات عدة، بينها انسحاب روبيو وجون كايسيك لصالح كروز، أو إعطاء روبيو مهلة أسبوعين إلى حين موعد الاستحقاق في ولايته فلوريدا. ومن بين الخيارات أيضاً، تسليم المؤسسة الجمهورية بتقدم ترامب مع شكوك في إمكان الرهان عليه في منافسة كلينتون. وفي خطاب الفوز الثلثاء، ركزت الأميركية الأولى سابقاً هجومها على ترامب، وقالت في فلوريدا إن «اللغة الرنانة التي نسمعها من الجانب الآخر (ترامب)، لم تنخفض نبرتها قط. ومحاولة تقسيم أميركا بين نحن والآخرين خطأ، ولن نسمح بأن تنجح». أما ترامب، فاستمر في لهجته الشعبوية، وسخر من كلينتون، مشيرا إلى أنه «لا يحق لها خوض السباق» بسبب تحقيق السلطات الأميركية بفضيحة رسائلها الإلكترونية. وكعادته، استهزأ ترامب بالرئيس الحالي باراك أوباما، كما استهزأ بمنافسيه الجمهوريين. وتحدث عن الشرق الأوسط مشيداً ب «المطارات الرائعة» في دول الخليج، كذلك انتقد اللاجئين السوريين قائلاً: «أنهم شباب أقوياء، فلماذا لا يعودون ويحاربون في بلادهم». وتعهد ترامب إقامة منطقة آمنة في سورية «تدفع ثمنها دول الخليج». ويتجه السباق الثلثاء المقبل إلى ولاية ميشيغان، حيث الحضور العربي القوي في ديترويت وديربورن، وستسبق المعركة مناظرة بين الجمهوريين اليوم وأخرى للديموقراطيين الأحد. كما تصوت لويزيانا وكنساس ونبراسكا السبت في السباق الديموقراطي، وكنتاكي وماين للجمهوريين في اليوم ذاته.