وقّع السودان وجنوب السودان في الخرطوم، على رزمة اتفاقات أمنية، بينها إعادة انتشار جيشي البلدين فوراً على طول منطقة حدودية آمنة منزوعة السلاح، وإقرار خطة لإيقاف دعم المتمردين وإيوائهم، وفتح المعابر الحدودية على مرحلتين. وعقدت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين الخرطوموجوبا، برئاسة وزيري دفاع البلدين، اجتماعاً مطولاً، امتد لأكثر من ست ساعات، لبحث تفعيل الترتيبات الأمنية. وقال وزير الدفاع الجنوبي كوال ميانغ أن الاجتماع خرج بتنفيذ اتفاقات التعاون المشتركة، واتخذت قرارات ستشرع الحكومتان في تنفيذها فوراً. وتابع أن «الحركات المتمردة قائمة وموجودة ولا بد أن تحل مشكلتها حتى يعم السلام بين الدولتين وستحل قريباً». وأعلنت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة في اختتام أعمالها في الخرطوم عن اتفاقات، مؤكدة التزام الطرفين بعدم دعم وإيواء «الجماعات الخارجة عن القانون» في الدولتين، فضلاً عن تفعيل الآليات اللازمة لمواجهة العمليات الإرهابية على الحدود، إلى جانب فتح صفحة جديدة للتعاون العسكري والأمني. وقررت الآلية المشتركة تكليف لجنة برئاسة مديري الاستخبارات في البلدين، بملف الحدود المختلف حولها، فضلاً عن تنشيط اللجنة الخاصة بالنزاع في منطقة «14 ميل»، على أن توكل رئاستها إلى رئيسي هيئة أركان البلدين. وقال الرئيس السوداني عمر البشير، أن بلاده اختارت اتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان ووافقت على خيار أهل الجنوب بالانفصال ليعيش شعبا البلدين في بلد واحد بسلام وإما في بلدين وبسلام كذلك. واستقبل البشير، في مقر إقامته أمس وزراء الدفاع والخارجية والداخلية في جنوب السودان. وقال وزير الدفاع الجنوبي كوال ميانغ، أن وفد دولة الجنوب نقل إلى البشير تحيات وتمنيات الرئيس سلفاكير ميارديت وتهانيه بحلول شهر رمضان. وأعلن التوصل إلى تفاهمات ستبدأ دولة الجنوب في تنفيذها فور عودة وفدها إلى جوبا، وأشار إلى أن قضية دعم الحركات المسلحة بالبلدين سيتم تجاوزها عبر التفاوض قريباً.