صعد الحكم في مصر مواجهته مع «الإخوان المسلمين» بتشديد عقوبات الإرهاب وزيادتها إلى الإعدام، ما ينسف أي أمل في تسوية سياسية قبل الانتخابات الرئاسية المقرر أن يبدأ الاقتراع في الخارج لمرشحي الرئاسة منتصف الشهر المقبل. (للمزيد) وفيما يكثف المرشحان المحتملان على الرئاسة، وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، من استعداداتهما قبل نحو أسبوعين من انطلاق الدعاية الانتخابية، مضت السلطات المصرية في طريق تضييق الخناق على جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفائها، فأقرت تعديلات قانونية تشمل توسيع مفهوم الإرهاب، وتشديد العقوبات بحق منفذيها والمحرضين عليه، والتي وصلت إلى حد الإعدام، في مسعى منها إلى محاصرة العمليات الإرهابية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة. وبحسب قانونيين تحدثت إليهم «الحياة»، فإن العقوبات المشددة التي تنتظر تصديق الرئيس الموقت عدلي منصور بعدما أقرتها الحكومة في اجتماعها الخميس، ستطبق على قضايا منظورة أمام المحاكم المصرية حالياً ويحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وكبار رموز «الإخوان»، الذين تنتظرهم عقوبات تصل إلى الإعدام إن ثبتت اتهامات «التحريض على العنف والقتل، وإدارة تنظيمات تستهدف تعطيل الدستور ومؤسسات الدولة، والتخابر مع جهات أجنبية»، وكلها جرائم عقوبتها الإعدام أو السجن المشدد وفق التعديلات القانونية الجديدة، لكن هذا الإجراء لم يؤت ثماره سريعاً، إذ واصل مؤيدو الرئيس المعزول ممارسة عادتهم الأسبوعية في التظاهر في مناطق متفرقة من البلاد والاشتباك مع قوات الشرطة، ما أدى إلى سقوط جرحى. وكانت مسيرات لجماعة «الإخوان» خرجت عقب صلاة الجمعة أمس تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى الاحتشاد بدءاً من أمس وطوال أيام الأسبوع الجاري، في إطار ما سمي «عاش نضال الطلبة»، لدعم صمود الحركة الطلابية. واندلعت اشتباكات متفرقة بين مسيرات «الإخوان» ومعارضيهم من أهالي المناطق تارة، وبينهم وبين قوات الشرطة تارة أخرى، لكن أعنف المواجهات كانت في حي عين شمس (شرق القاهرة)، الذي بات مسرحاً متكرراً لعنف الجماعة الأسبوعي، إذ تحولت منطقة الألف مسكن إلى حرب شوارع بعدما تصاعدت حدة الاشتباكات، التي استخدم فيها الإخوان الحجارة والزجاجات الحارقة، كما ظهر بعض المشاركين في المسيرات يحملون أسلحة نارية، واستخدمت سلطات الأمن قنابل الغاز بكثافة لتفريق المتجمعين، وأدت المواجهات إلى سقوط عدد من الجرحى، إضافة إلى تهشيم سيارات للسكان، وأوقفت الشرطة عدداً من المتظاهرين. كما وقعت مواجهات بين المئات من مؤيدي مرسي والشرطة في شارع «الهرم» الرئيسي وميدان الجيزة (جنوبالقاهرة)، وفي حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، وطاردت قوات الأمن المتظاهرين في الشوارع الفرعية، حيث وقعت اشتباكات متقطعة بين الجانبين. واندلعت اشتباكات بين مسيرة لأنصار جماعة الإخوان ومعارضين لهم في منطقة العوايد في الإسكندرية، عقب صلاة الجمعة، وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة وزجاجات المولوتوف، وسُمع دوي إطلاق أعيرة نارية، قبل وصول الشرطة التي أطلقت وابلاً من قنابل الغاز لتفريق المشتبكين، وأفاد مصدر أمني أن «قوات الشرطة ألقت القبض على 10 من أنصار الإخوان تسببوا في تلك الاشتباكات». وشهدت محافظة الإسكندرية مسيرات لتأييد مرسي، وأخرى لتأييد المشير عبدالفتاح السيسي ودعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونظم مؤيدو السيسي تظاهرة عقب صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم لتأييده، ورفعوا صوراً له، وردوا هتافات مؤيدة للجيش والشرطة وهتافات أخرى مناهضة لجماعة الإخوان، منها «يا أبو دبورة ونسر وكاب إحنا معاك ضد الإرهاب» و «انزل يا سيسي إنت رئيسي».