قامت قوات عملية «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الليبية بفتح محور جديد ضد تنظيم «داعش» في سرت من طريق البحر، وذلك باستخدام الزوارق والجرافات مثبتة عليها أسلحة ثقيلة قبالة شواطئ المدينة. وأكدت مصادر إعلامية في مصراتة، أن قوات حرس السواحل سيَّرت أمس دوريات بحرية لمنع هروب عناصر التنظيم من طريق البحر. وشنت طائرات سلاح الجو انطلاقاً من قاعدة مصراتة، غارات على أهداف لعناصر التنظيم في محيط قاعدة القرضابية ومنطقة أبو هادي ومنطقة الأربعين جنوبي سرت. أتى ذلك بعد إعلان غرفة عمليات «البنيان المرصوص» استهداف آليات ل «داعش» في محيط قاعدة القرضابية الجوية ومهبط ال17 جنوب سرت ومحيط بوهادي. واستهدفت 5 غارات فلول لعصابة «داعش» خلال محاولة هروبها من قاعدة القرضابية. وقال محمد القصري الناطق باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق، إن استعادة السيطرة على قاعدة القرضابية الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً من وسط سرت له أهمية استراتيجية، لأنه يقطع طرق الإمداد للتنظيم ويضيق عليه الخناق داخل المدينة. وأضاف القصري أن ثلاثة مقاتلين من قواته قتلوا في اشتباك السبت وأصيب خمسة آخرون. وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، نجحت القوات التي تشكلت بصورة أساسية من مقاتلين من مدينة مصراتة غرب ليبيا في دفع عناصر التنظيم من غرب المدينة إلى أطرافها. وكان الهجوم المضاد رداً على تقدم التنظيم باتجاه مصراتة في بداية شهر أيار (مايو) الماضي. إلى ذلك، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، أن التحدي الحقيقي بعد تحرير مدينة سرت من الإرهاب هو بناء مؤسسات الدولة، وبخاصة الأمنية والعسكرية والمجالس البلدية. وشدد معيتيق في بيان على «ضرورة العمل يداً واحدة نحو تحقيق الهدف الأسمى دون جهوية أو قبلية، ومواجهة الإرهاب بكل أشكاله والانتصار عليه بسواعد الشباب الذين يشكلون عماد هذا الوطن». ورأى أن القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني تقترب من التحرير الثاني لمدينة سرت، معتبرا أنها أثبتت قدرتها على مواجهة الإرهاب والجماعات التكفيرية. وقال معيتيق: «آن الأوان أن نمضي قدماً في بناء مؤسسات سرت، وتحديداً التي عانت كثيراً، ودعم أهلها، وبخاصة شبابها، لتعود المدينة صلة الوصل بين شرق ليبيا وغربها».