يخوض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بالتعاون مع قوات حرس المنشآت النفطية الليبية، عمليات قتالية متفرقة تحمل اسم "البنيان المرصوص"، في مناطق يسيطر عليها داعش، الذي كان قد سيطر على مناطق شرق سرت وبن جواد، وشن هجمات على حقول وموانئ النفط خلال الأشهر الماضية على غرار السدرة وراس لانوف. وأعلن المتحدث باسم العمليات، محمد الغصري، تراجع تنظيم داعش باتجاه مدينة سرت، مطالبا سكان المدينة بالقيام بعمليات ضد عناصر التنظيم لإخراجهم من المنازل التي يختبئون فيها، ومن المقرات الحكومية، حتى يمكن استهدافهم بسهولة. وأكد الغصري أن داعش يعتمد خلال الفترة الأخيرة أساليب القنص عبر المنازل والمباني المرتفعة، وعلى سلاح المفخخات، مشيرا إلى أن المتطرفين يرتكبون عمليات إجرامية ضد سكان المدينة. تضييق الخناق قال عضو المركز الإعلامي لغرفة العمليات، أبوبكر المصراتي، إن القوات التابعة للعملية فتحت محاور قتال جديدة ضد تنظيم داعش من الشرق والغرب والجنوب لتضييق الخناق على مقاتليه ومحاصرتهم في معاقلهم بمدينة سرت. وأضاف في تصريحات صحفية، أن القوات التابعة للعملية، تقدمت في المحور الجنوبي والساحل وحققت انتصارا كبيرا، مؤكدا أنها دحرت الدواعش من مواقعها وتمركزها في بن جواد والنوفلية وأم القنديل، وتقترب من السيطرة على الشريط الساحلي شرق سرت، وهو ما أكده أيضا المتحدث باسم قوات حرس المنشآت، علي الحاسي. في سياق متصل، شن سلاح الجو الليبي غارات قتالية على مواقع تابعة لتنظيم داعش قرب ميناء سرت، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى داعشيين، وتدمير أرتال وآليات تابعة لهم. تقدم ملحوظ أشار رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي، إلى أن العمليات ضد تنظيم داعش تشهد تقدما ملحوظا، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد انتصارا كاملا لقواتها وفق معطيات لآخر المستجدات في جبهات القتال. بدوره، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، الأطراف الليبية كافة إلى توحيد الصفوف من أجل التصدي لتمدد تنظيم داعش، والعمل على دحرهم من أجل عودة الاستقرار داخل ليبيا. وفي ختام لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، أول من أمس، وصف كوبلر، تنظيم داعش بالعدو الأكبر، مشددا على أن تكون المعركة ضده موحدة وشاملة جميع الأطراف، داعيا إلى توحيد الجهود وتشكيل بنية مشتركة وجيش مشترك وقيادة عامة. وأشار كوبلر إلى أن تقارير أكدت وجود ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل داعشي في مدينة سرت، إضافة إلى ألفين آخرين موزعين على مدن أخرى يتعاملون مع عشرات الميليشيات والعصابات المنظمة في شكل صفقات، للحصول على مكاسب مالية بواسطة تنفيذ عمليات اختطاف شخصيات وبيعها لداعش التي تساوم أهاليهم بمقابل مالي.