لم يجد مقاتلو تنظيم داعش بدا من الانسحاب من بنغازي، بعد أن اقتربت قوات كبيرة تابعة للجيش الليبي من المدينة، واستبق عناصر التنظيم اندلاع معركة وشيكة قد لا تكون في صالحهم، بسبب ضخامة قوات الجيش الوطني. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا باتجاه مدينة سرت، شمال وسط البلاد، التي يسيطر عليها التنظيم منذ مايو من العام الماضي. وكانت قيادات برلمانية أعلنت الأسبوع الماضي إكمال كل الاستعدادات العسكرية لخوض معركة تحرير سرت من قبضة تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن القوات المسلحة في انتظار أوامر القائد العام، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لتتحرك باتجاه مدينة سرت. دروع بشرية قدرت مصادر عسكرية عدد القوات المنسحبة من بنغازي بحوالي 200 مقاتل، مشيرة إلى أن 100 مقاتل آخرين لا يزالون في مواقعهم. مشيرة إلى أن المدينة سوف تكون خالية من عناصر التنظيم المتطرف خلال اليومين المقبلين. إلى ذلك، قال نازحون من سرت إن تنظيم داعش أغلق منافذ المدينة شرقا وغربا أمام الأسر التي طلبت الخروج من المدينة، إثر تزايد الأنباء عن قرب عمل عسكري وشيك للجيش ضد التنظيم في سرت. وأفادوا أنهم تلقوا اتصالات ممن تبقى من أسرهم وأقاربهم، تفيد بأن التنظيم أرجع كل العائلات التي ترغب في النزوح. وقال أحد النازحين "رغم أن أغلب الأهالي هم خارج المدينة في الوقت الحالي، لكن هناك عائلات تقيم في المزارع والأحياء المجاورة للمدينة، وأصبحت الآن عالقة ولا تستطيع المغادرة". وأضاف "تعرضنا لمعاملة سيئة للغاية كالشتم وأحيانا الضرب، ومنعنا من اصطحاب أمتعتنا، وصادر الانقلابيون منا حتى الأدوية التي يحتاجها كبار السن والأطفال، والتنظيم يشهد ارتباكا كبيرا في صفوفه، وسط أنباء تشير إلى أن عددا من مقاتليه فروا خارج سرت". دعم غربي أبدت دول أوروبية وغربية استعدادها لتقديم الدعم إلى ليبيا في الحرب ضد المتشددين، شريطة أن يكون ذلك عن طريق حكومة الوفاق الوطني. وكان وفد دبلوماسي أوروبي أجرى زيارة خاطفة للعاصمة الليبية طرابلس الأسبوع الماضي، وعقد لقاء مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وأكد في مؤتمر صحفي أن الحرب ضد الإرهاب ستكون بأيد وقرارات ليبية. كما أعلنت عدد من كتائب ثوار مدينة مصراته التابعة لقيادة أركان القوات المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام بطرابلس غربا الأسبوع الماضي أنها بدأت بالفعل معركة تحرير سرت من قبضة الدواعش، مشيرة إلى أن قوات تابعة لها ترابط حاليا غرب سرت.