سيطر تنظيم داعش على مطار مدينة سرت الليبية بعدما غادرت القوات الموالية لحكومة طرابلس القاعدة التي يضمها في إطار «إعادة تمركز» في المنطقة، بحسب ما أفاد متحدث باسم هذه القوات أمس وأعلن التنظيم المتطرف. وقال محمد الشامي رئيس المركز الاعلامي لغرفة العمليات المشتركة التابعة لرئاسة الأركان العامة الموالية لسلطات العاصمة لوكالة فرانس برس «قاعدة القرضابية في سرت في أيدي تنظيم داعش». وأضاف «أخلت القوة التي كانت متمركزة في القاعدة مواقعها فيها في وقت متأخر من مساء الخميس في إطار عملية إعادة تمركز تهدف إلى التركيز على تأمين منطقتي المحطة البخارية وهراوة. وتابع «دخل بعد ذلك عناصر تنظيم داعش إلى القاعدة التي اخليت بالكامل ولم يتبق فيها سوى طائرة عسكرية لا تعمل ولا يمكن تصليحها». وقاعدة القرضابية التي تقع على بعد نحو 20 كم جنوب سرت مسقط رأس معمر القذافي تضم مطار المدينة الذي لطالما استضاف رؤساء دول ومسؤولين في عهد النظام السابق. وقال تنظيم داعش في تغريدة على موقع تويتر أمس: إن اشتباكات وقعت بين عناصره والقوات الموالية لحكومة طرابلس «في كافة محاور مدينة سرت» معلنًا «السيطرة الكاملة على قاعدة القرضابية الجوية». ومطار هذه القاعدة هو أول مطار في ليبيا تتأكد سيطرة التنظيم المتطرف عليه منذ أن تمكن من السيطرة في فبراير الماضي على الأجزاء الكبرى من مدينة سرت وغالبية المباني الحكومية فيها. وتخوض قوات موالية للحكومة في طرابلس اشتباكات عند مداخل المدينة وفي مناطق أخرى قريبة منها مع عناصر التنظيم. وأوضح الشامي أن القرار بمغادرة القاعدة وإعادة التمركز في المناطق المحيطة بسرت جاء على خلفية «التأخر في إرسال قوات مساندة». وقال: إن القائد الأعلى للقوات المسلحة التابعة لحكومة طرابلس وهو رئيس المؤتمر الوطني العام الذراع التشريعية لهذه السلطات نوري أبو سهمين أصدر قرارًا قبل نحو عشرة أيام يقضي بإرسال قوات من عدة مناطق لمساندة القوة التي تقاتل في منطقة سرت. لكن إجراءات التطبيق «تأخرت وأصبح الضغط كبيرًا على هذه القوة» بحسب الشامي الذي أكد أن عملية استعادة القاعدة «ستبدأ ما أن تصل القوات المساندة إلى محيط سرت». وإلى جانب سرت والمناطق المحيطة بها يتواجد تنظيم داعش كذلك في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات إسلامية مسلحة متشددة. وفي سياق ليبي آخر توافق أكثر من مائة شخص يمثلون قبائل ليبية في القاهرة الخميس على تشكيل مجلس تمثيلي بهدف توحيد جهودهم، والتوصل إلى حل للنزاع في بلادهم. وقال عبدالمطلوب الأبيض وهو يتلو البيان الختامي للمؤتمر: «نعلن إنشاء مجلس للقبائل الليبية»، موضحًا أن الهدف من هذا المجلس سيكون خصوصًا «تقديم دعم شعبي إلى الشرعية الليبية» في إشارة إلى السلطات في طبرق. وقال أحد المنظمين عبدالقادر بلخير لفرانس برس: «إن الأحزاب السياسية فشلت، والقبائل تمثل حاليًا بديلًا وستحل المشاكل في ليبيا».