اتهمت الأممالمتحدة الجيش التشادي أمس، بإطلاق النار بلا سبب على مدنيين في بانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى آخر الشهر الماضي، ما أوقع 30 قتيلاً و300 جريح على الأقل. وقدّم الناطق باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل نتائج تحقيق أعدّته المنظمة الدولية حول الحادث، قائلاً: «ما إن وصلت قافلة الجيش التشادي الى منطقة سوق (حي) بي كا 12، حتى اطلقت النار كما يبدو على الناس من دون ان تتعرّض لاستفزاز». وأضاف ان «الجنود واصلوا اطلاق النار بلا تمييز، فيما كان الناس يفرّون مذعورين في كل الاتجاهات». وسأل: «لماذا أطلقوا النار؟ ليس واضحاً». وكان محققون من الأممالمتحدة توجهوا الى مكان الحادث في منطقة سوق ومركزين طبيين، حيث تحدثوا مع الجرحى، علماً أن بين القتلى والجرحى أطفالاً ونساء حوامل ومسنّين. ولفت كولفيل الى ان الجنود التشاديين المتورطين بالحادث، أفراد في «الجيش التشادي» لا في القوة الافريقية المنتشرة في افريقيا الوسطى. وأضاف ان معلومات جمعها محققو الأممالمتحدة تفيد بأن «عملية القوات التشادية كانت غير متوازنة، اذ اطلقت النار على سوق مكتظة بمدنيين عزل»، مشيراً الى أن الهجوم توقف كما يبدو حين وصلت قوات حفظ السلام الكونغولية الى المكان. ورجّح ان يكون عدد الجنود التشاديين المتورطين محدوداً، وأن يكونوا «عادوا مباشرة الى بلادهم». وكانت تشاد أعلنت الخميس سحب كتيبتها من القوة الافريقية في افريقيا الوسطى، وهي من أضخم القوات المشاركة إذ تضم 850 رجلاً، منددة ب «حملة مغرضة» تستهدف جنودها، علماً أنها مُتّهمة بمحاباة متمردي حركة «سيليكا» الحاكمة سابقاً، ومعظم أعضائها مسلمون، على حساب ميليشيا «انتي بالاكا» المسيحية. يأتي ذلك فيما تطالب القوات الافريقية والفرنسية بتعزيزات، من اجل ارساء السلام في البلاد. وأسِف وزير خارجية افريقيا الوسطى تونسان كونغ دودو لسحب تشاد قواتها، قائلاً ان تشاد «بلد شقيق ربطت وما زالت تربطه بجمهورية افريقيا الوسطى علاقات صداقة وأخوة، ورافقنا بقوة ودفع ثمناً باهظاً في هذه العملية». وأبدى «ارتياحاً لأن تشاد ستستمر في مواكبة (افريقيا الوسطى)، كونها شريكاً في عملية تعزيز السلام والاستقرار». لكن وزير الخارجية التشادي موسى فاكي محمد أعلن ان قرار بلاده سحب قواتها من افريقيا الوسطى «لا رجعة فيه»، مضيفاً: «لاحظنا منذ أشهر تنكيلاً اعلامياً يطاول تشاد وقواتها وحتى مواطنيها المقيمين في افريقيا الوسطى». وتابع: «من الافضل لنا وربما لافريقيا الوسطى، ألا يكون لنا جنود» على اراضيها. وزاد: «تحملنا ما فيه الكفاية، ومن حقنا تماماً ان ندافع عن سمعة قواتنا ولو كان مسؤولو المرحلة الانتقالية وأوساط يعتقدون بأن انتشار قوات تشادية يطرح مشكلة». وذكر ان الجنود التشاديين «سقطوا في مكمن نصبته ميليشيا انتي بالاكا، فردوا بطبيعة الحال وأثار ذلك جدالاً».