القدس - أ ف ب - تزايدت الضغوط أمس في إسرائيل من أجل استئناف المفاوضات مع حركة «حماس» للإفراج عن الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت، غداة توضيح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق «بأي ثمن». وذكّر نتانياهو في مقابلة تلفزيونية بشروط تبادل محتمل لأسرى فلسطينيين مقابل شاليت، فيما بدأت عائلة الجندي المخطوف مسيرة تضامن عبر إسرائيل لإقناع رئيس الوزراء بإبرام صفقة تضمن إطلاقه. وتوقف المتظاهرون أمام الفيلا التي يمضي نتانياهو فيها نهاية أسبوعه، في منتجع سيزاريا البحري الفخم. وأوضح نتانياهو في كلمة متلفزة أن «إسرائيل مصممة على دفع ثمن باهظ للتوصل إلى تحرير شاليت، لكن لا يمكننا القول إن هذا سيحصل بأي ثمن». وأعرب عن استعداده «للإفراج عن ألف أسير» فلسطيني. لكنه أكد أنه لن يسمح «بعودة إرهابيين خطيرين إلى مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) حيث يمكنهم مواصلة العمل على إيذاء مواطنين إسرائيليين»، متحدثاً عن «الإفراج عنهم إلى غزة، أو تونس، أو أي مكان آخر»، كما رفض الإفراج عمن سماهم «كبار القتلة». وتأتي هذه التصريحات في وقت بدأت عائلة شاليت في 27 حزيران (يونيو) الماضي مسيرة طويلة من منزله في شمال إسرائيل حتى مقر رئاسة الوزراء في القدس بحيث تصل إليه في الثامن من تموز (يوليو) الجاري. وقال منظم الحملة شمشون ليبمان: «لدينا نحو 20 ألف مشارك... لسنا ضد رئيس الوزراء بل إلى جانبه. نريد منحه القوة ليتخذ القرار». غير أن موقف نتانياهو يضعه بلا أدنى شك في مواجهة عائلة شاليت، بحسب تحليلات الصحف الإسرائيلية. وأشارت افتتاحية «يديعوت أحرونوت» إلى أنه حتى الساعة «لم يكن من العاجل لنتانياهو أن يقف أمام الإسرائيليين ليوضح لهم شروط اتفاق (التبادل). لكن الآن مع اقتراب مسيرة عائلة شاليت من القدس بدأ نتانياهو يشعر بالضغط». ورداً على تصريحات نتانياهو، حض والد الجندي نوعام شاليت رئيس الوزراء على اتخاذ «قرارات صعبة» ضرورية للتوصل إلى تحرير ابنه. وقال: «أطلب منكم الاستماع إلى الجماهير التي تسير معنا واستمداد القوة منهم لاتخاذ هذا القرار الصعب قبل فوات الأوان».