حذر استشاريون في مجال علوم الأغذية من ارتفاع نسبة حالات التسمم الغذائي خلال فصل الصيف، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة التشديد على تطبيق الاشتراطات الصحية في منافذ بيع المواد الغذائية. وقالوا ل«الحياة»: إن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يعد عنصراً مهماً في دعم الاحتمالات المتعلقة بتضرر الأغذية وتعرض الأفراد الذين يستهلكونها إلى عوارض صحية. مشيرين إلى خطورة إهمال المطاعم تطبيق الاشتراطات الصحية، خصوصاً وأن هذه المنافذ تسجل هذه الفترة إقبالاً كبيراً عليها. في البداية، أكد استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني ارتفاع حالات التسمم في فترات الصيف عنها في المواسم الأخرى بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأثر بعض المأكولات بها، مشيراً إلى أن التسمم الغذائي ينتج من تناول الأغذية والأطعمة الملوثة بأنواع مختلفة من البكتيريا أو الفيروسات. وقال ل «الحياة»: «إن الإهمال في الاشتراطات الصحية في المطاعم والبوفيهات يشكل خطراً على حياة مرتاديها، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن التسممات الغذائية ربما تؤدي «للوفاة». وأضاف الدكتور المدني أن غالبية حالات التسمم الغذائي تعود لسوء تخزين الغذاء في أماكن سيئة وغير مستوفية للاشتراطات الصحية ما يجعل الغذاء عرضة للتلوث الذي بدوره يتسبب في حدوث أعراض مرضية خطرة للمستهلكين، جراء تناولهم لتلك الأطعمة الملوثة. وحذر مدني من سموم الأطعمة الملوثة التي تنمو في ظل توافر ظروف لا هوائية تفرز سمومها خلالها، مؤكداً وجود ارتباط وثيق بين التسمم والأغذية المعلبة، مشيراً إلى أن الأغذية مخفضة الحموضة كاللحوم ومنتجاتها والأسماك والخضراوات المعلبة من أكثر الأغذية ارتباطاً بهذا التسمم. من جانبه، أكد مدير الشؤون الوقائية في صحة جدة الدكتور عادل تركستاني، أن حالات التسمم الغذائي تزداد في إجازات آخر الأسبوع، إذ ترتفع نسبة ذهاب الناس إلى المطاعم ويزداد تناول الوجبات السريعة التي تحضر من دون مراعاة لوسائل السلامة، ملمحاً إلى أن التسمم الغذائي يكون في بعض الأوقات قاتلاً للأطفال. وأشار الدكتور تركستاني إلى أن كل المستشفيات تضطلع بالرعاية الكاملة للحالات المتسممة، وإسعاف المصابين وعلاجهم، وأخذ العينات اللازمة منهم وذلك بحسب الأمراض الظاهرة على المصابين، وكذلك الإبلاغ الفوري عن الحوادث المنزلية أو العامة لمديرية الشؤون الصحية في المنطقة التي بدورها تبلغ الجهة المختصة في وزارة الصحة.