هناك كلام كبير عن اكتشاف ثروة نفطية في لبنان. وتشير الدراسات الى أن النفط موجود في المناطق الساحلية الشمالية اللبنانية الممتدة من البترون وصولاً الى صيدا جنوباً، تخيَّل أنت أن لبنان أصبح بلداً نفطياً مثل السعودية، وصار عضواً مهماً في منظمة «أوبك». وفي أول اجتماع للمنظمة يعلن رفضه زيادة الإنتاج، باعتبار أن الزيادة تسهّل مهمة القوات الأميركية الغازية في العراق وأفغانستان، وتقوي اقتصاد الدول الغربية التي تدعم إسرائيل، والإمبريالية العالمية، وتتآمر على الجمهورية الإسلامية في إيران. المشكلة لن تتوقف عند تحويل ثروة لبنان النفطية الى وسيلة سياسية، وشعر في تظاهرة، بل سيصبح النفط ذريعة أخرى في قضية سلاح «حزب الله». فالمدافعون عن امتلاك الحزب السلاح، يتحدثون اليوم عن مزارع شبعا، والتهديدات الإسرائيلية، وسيجدون في قضية تداخل حقول النفط والغاز بين إسرائيل ولبنان فرصة لدعم مشروع سلاح الحزب. وعلى رغم أن قصة النفط والغاز في لبنان ما زالت في علم الغيب، إلا أن استغلالها سياسياً بدأ، وإن شئت استعر، بل إن بعض المحسوبين على «حزب الله» أصبح يتحدث عن تعدي إسرائيل على الحقول البترولية للبنان، ويشير الى أن الدولة العبرية بدأت إجراءات التنقيب عن الغاز في المياه القريبة من المياه الإقليمية اللبنانية، ولا بد من التصدي لها وردعها. المسألة لم تتوقف عند إسرائيل، بل امتد الخلاف الى الداخل، وبعض المحسوبين على «حزب الله»، صار يتحدث عن مسؤولية حماية آبار النفط والغاز اللبنانية، ومَن الذي يجب أن يشرف على الطاقة، وقريباً سنرى الفرقاء يتحدثون عن وزارة النفط مثلما يتحدثون عن وزارة الاتصالات باللبناني أصبحت وزارة النفط وزارة «مدهنة». هناك مثل في السعودية يقول: «فلان يجهز العصابة قبل الفلقة»، يعني انه يحضّر ربطة الرأس قبل أن يصاب، ولبنان بدأ يتحدث عن قصة النفط قبل اكتشاف الآبار، فضلاً عن حفرها، والمفارقة أن اللبنانيين أمراء التسويق والبيع، استقبلوا قصة النفط على الطريقة الصومالية. وهذا دليل على أن لبنان أدركته حرفة الحرب والنضال المجاني، وإن شئت، صار لبنان «داشر حرب ونضال».