هناك جمانة عماد البحري وهناك ديفيد هوروفيتز. هي طالبة مسلمة في جامعة كاليفورنيا وهو ليكودي حقير يشرف على موقع ليكودي أحقر منه يهاجم الإسلام والمسلمين ويدافع عن دولة فاشستية. هوروفيتز المحترف استفز جمانة الهاوية حتى قالت كلمتين جعل منهما قضية حتى اليوم، وقد كتبت عن الموضوع في حينه وأعود إليه لأن عصابة إسرائيل تضطهد هذه البنت المسكينة، وإلى درجة أنني بت أخشى على مصير دراستها ومستقبلها، وآخر ما عندي أن موقع الليكوديين نظم مؤتمراً نفسياً عن جمانة لتحليلها ودرسها. لا أتهم عصابة إسرائيل بالجنون لأن هذا يبرئهم من المساعدة والتحريض على قتل الفلسطينيين، وإنما اتهمهم بتأييد إسرائيل عمداً وعن سابق إصرار وتصميم، ثم أقول الآتي من دون أن يستفزني أحد. - فلسطين من البحر الى النهر والادعاءات الدينية اليهودية عن الشعب المختار وأرض الميعاد كاذبة إطلاقاً، ولا أثر تاريخياً يؤيدها، وفي حين أقبل دولة فلسطينية في 22 في المئة من أرض فلسطين لحجب دماء اليهود والفلسطينيين، فإن هذا لا يعني أنني أعطي الإسرائيليين أي حق، وإنما هم لصوص سرقوا الأرض من أهلها وقتلوا وشردوا ودمروا. - حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي فصائل مقاومة مشروعة وحركات تحرر وطني في وجه الإرهاب الإسرائيلي، وأنا أؤيد هذه الفصائل تأييداً كاملاً ضد إسرائيل، حتى وأنا أعارض العمليات الانتحارية، والفرق بيني بين عصابة إسرائيل من ليكوديين ومحافظين جدد أميركيين أنني أقول لقادة الفصائل الفلسطينية في مكاتبهم أن يوقفوا العمليات الانتحارية، ولا أحرض على الحرب والموت العبثي. - جمانة عماد البحري طالبة لا أعرفها، ولم أتصل بها أو تتصل بي، إلا أنني أعرف ما تواجه من عصابة إسرائيل، فأقول إن حذاءها أشرف من جميع الذين يدافعون عن الجرائم الإسرائيلية، من أول إرهاب قبل تأسيس إسرائيل وحتى قتل دعاة السلام في المياه الدولية (موقع ديرشوفيتز دافع عن حق إسرائيل في حماية «أمنها» بقتل النشطين في عرض البحر). سجلت ما سبق من دون أن أستفز، وهو الحقيقة، وإسرائيل ما كانت استطاعت المضيّ في تطرفها وعنصريتها وجرائمها لولا العصابة التي تؤيدها في الولاياتالمتحدة، فلا تفعل غير أن يستمر موت الإسرائيليين مع الفلسطينيين طالما أن لا حل عادلاً للمشكلة الأصلية. وأدين مع العصابة مجلسي الكونغرس الأميركي فهما أكثر إسرائيلية من الكنيست، وأعود إليهما بعد أن وقّع 87 عضواً في مجلس الشيوخ رسالة الى الرئيس أوباما تطلب منه «تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد إرهاب حماس وحزب الله وإيران نووية». أقول إن إسرائيل إرهابية وحماس وحزب الله فصيلا مقاومة ضد الإرهاب الإسرائيلي، وأزيد ان إسرائيل الإرهابية تملك أسلحة نووية، وإيران لا تملكها. ثم أسجل للقراء أن رسالة الأعضاء تعني أن 87 في المئة من مجلس الشيوخ يمثلون الحكومة الإسرائيلية ويؤيدونها، وهي نسبة غير موجودة في الكنيست حيث تأييد الحكومة المتطرفة هو في حدود لا تتجاوز 60 في المئة. ومن عصابة إسرائيل في أميركا والكونغرس المرتشي الى الصحافة الإسرائيلية، فهي قررت بسرعة الأسبوع الماضي أن تطوي القرصنة الرسمية الإسرائيلية لتركز على الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليت. والتركيز وحده عنصرية كريهة لأن هناك عشرة آلاف أسير فلسطيني في إسرائيل هم جميعاً أقل أهمية من إسرائيلي واحد. الصحافة الإسرائيلية ليست عنصرية فقط، وإنما شريكة في الجريمة مثل الليكوديين والمحافظين الجدد الأميركيين والكونغرس، وهي أشارت الى طلب حماس الإفراج عن 450 معتقلاً فلسطينياً ووصفتهم كل مرة بأنهم «إرهابيون». هم مناضلون في سبيل الحرية وإسرائيل إرهابية وجيشها إرهابي، وكل من يدافع عنها إرهابي. وقد قلت مثل هذا الكلام ألف مرة في السابق وأقوله اليوم، لأنني لست طالبة مسكينة، وأرجو من القراء أن يقولوه معي وأن يرددوه باستمرار حتى لا ينقل المجرمون التهمة الثابتة عليهم الى ضحاياهم. وإذا كانوا هم لا يملون من قلب الحقيقة رأساً على عقب فيجب ألا نملّ نحن من تصحيح الوضع. لست متفائلاً البتة بمستقبل العملية السلمية طالما ان المتطرفين انتزعوا القرار الإسرائيلي، وهذا مع إدراكي أن دعاة السلام حول العالم أكثر، وأن إدارة أوباما نفسها تريد السلام فعلاً، وأن غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب والمسلمين تطلب هذا السلام. الكثرة لا تنفع عندما يكون القرار بيد أعداء السلام والإنسانية كلها. [email protected]