بحث رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري أمس مع نائب الرئيس الايراني واقا محمدي، سبل تعزيز التعاون في مجالات عدة منها النقل والطاقة والسياحة والصناعة والبحث العلمي، وزيادة حجم التبادل التجاري وتسهيل إجراءات انسياب السلع والبضائع بين أسواق البلدين. وأفادت مصادر رسمية بأن عطري ومحمدي أكدا على «ضرورة اتخاذ الإجراءات العملية والتنفيذية لزيادة حجم المشاريع والتوظيفات الاستثمارية، وانجاز ما يتعلق باتفاق للتجارة الحرة وتفعيل الاتفاقات المتعلقة بتزويد سورية بالغاز الإيراني لتلبية احتياجات المشاريع الصناعية والتنموية، وتفعيل الاتفاق الثلاثي السوري – الإيراني - الفنزويلي لإنشاء محطة تكرير للمشتقات النفطية». وكان نائب رئيس الوزراء عبدالله الدردري اتفق مع محمدي على تشكيل مجموعات عمل متخصصة من الجانبين لدراسة فرص التعاون في المجالات كافة، منها إنشاء محطات لتوليد الكهرباء وشركة لتصنيع مكونات هذه المحطات، وأخرى لقطع السيارات ومكوناتها، ومؤسسات مشتركة للتطوير العقاري والبنية التحتية، ومحطات لتربية الأبقار وتصنيع اللحوم وتعليبها، إضافة إلى شركة لصناعة مكثفات العصائر الطبيعية. كما تضمنت المشاريع المطروحة التعاون في مجال الصناعات الدوائية والأسمدة والنقل البري والتعاون المالي والمصرفي والسياحي. وأكد الدردري الذي زار القنيطرة المحررة برفقة محمدي، لاطلاعه على الفرص الاستثمارية التي عرضت في مؤتمر لتعزيز الاستثمار في المنطقة الجنوبية الذي عقد أخيراً في محافظة السويداء (جنوبدمشق)، على «أهمية إنشاء مشاريع مشتركة إيرانية سورية في هذه المدينة، بخاصة تجميع الحليب ومشتقاته وتصنيعه، وتعليب الخضار والفواكه وفرزها، وتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح وإنتاج أجهزة تسخين المياه من أشعة الشمس وتصنيع البازلت وإنتاج أنابيب الري الحديث والسماد العضوي. ودعا محمدي رجال الأعمال الإيرانيين إلى «اغتنام كل الفرص المتاحة للاستثمار في سورية، بخاصة في محافظة القنيطرة التي تمتلك فرصاً استثمارية واعدة وذات جدوى اقتصادية». وأوضح «أن كل المشاريع التي استعرضت في المحافظة قابلة للتنفيذ من قبل القطاع الخاص الإيراني». يذكر أن إيران تساهم في مشاريع صناعية واقتصادية سورية كبيرة باستثمارات تجاوزت بليون دولار، من بينها معمل لإنتاج الزجاج بكلفة مئة مليون دولار، وآخر لإنتاج السيارات في مدينة حسياء الصناعية كلفته 60 مليون دولار، ومعمل «سيامكو» للسيارات في مدينة عدرا الصناعية بالكلفة ذاتها، ومعمل اسمنت حماه كلفته 400 مليون دولار. وتتعاون إيران مع سورية وفنزويلا لإنشاء مصفاة نفط في منطقة الفرقلس في محافظة حمص بكلفة 4.6 بليون دولار لتكرير 145 ألف برميل يومياً. ويعتزم البلدان إنشاء مصرف مشترك برأس مال 30 مليون دولار في مرحلة التأسيس ليرتفع إلى مئة مليون دولار بعد سنة من عمله، تساهم إيران ب 60 في المئة من رأس ماله وسورية بالنسبة المتبقية.