رأى رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، أن على أوروبا اجتراح ردود ملموسة إزاء مشكلة المهاجرين ومواجهتها بالأساليب والحلول التي تتناسب وجسامتها، بعد زيارة البابا إلى جزيرة «ليسبوس» اليونانية ولقائه مجموعات من هؤلاء. جاء ذلك في رسالة وجّهها ماتاريلا إلى الحبر الأعظم كتب فيها: «باسمي شخصياً وباسم الشعب الإيطالي أرغب بالترحيب بعودتكم من جزيرة ليسبوس». وأضاف: «أنا واثق بأن المغزى الرعوي والسياسي والكوني لزيارتكم، يكمن في كونها تعبيراً عن التشارك والتضامن مع المهاجرين، وسيكون لها أطيب الأثر في عموم أوروبا وفي العالم كله». وأكّد ماتاريلا في خطابه للبابا، أن «زيارتكم جزيرة ليسبوس تمثل دعوة إلى أوروبا بأسرها لتحمّل مسؤولياتها وأن تردّ بموقف واحد على ظاهرة الهجرة، معتمدة على قيمها ومبادئها التي تُشكّل حجر الأساس في تكوين أوروبا وبنائها وعلى أساس التعايش بين البشر». من جهة أخرى، لم تتمكن السلطات المصرية والإيطالية واليونانية من تأكيد تقرير أوردته وكالات أنباء أمس، نقلاً عن الرئيس الإيطالي، حول غرق قارب يحمل حوالى 400 شخص معظمهم صوماليون قرب السواحل المصرية، في طريقهم إلى إيطاليا. ولم يرد مسؤولون مصريون على طلبات للتعليق على التقرير، فيما قال خفر السواحل الإيطالي الذي ينسق كل عمليات الإنقاذ في المياه بين إيطاليا وليبيا إنه ليست لديه أي معلومات عن غرق قوارب، لكنه قال إن 6 جثث انتُشلت أول من أمس، في حين أُنقِذ 108 مهاجرين من قارب مطاطي عُثر عليه مغموراً جزئياً بالمياه. وقال خفر السواحل اليوناني أيضاً، إنه لا يملك معلومات عن غرق قوارب جديدة ولم يتسن الحصول على تعليق من السفير الصومالي في مصر الذي نقل بعض وسائل الإعلام المعلومات عنه. من جهة أخرى، قال الناطق باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وليام سبندلر: «مكاتبنا في مصر وإيطاليا واليونان تحاول معرفة المزيد عن الحادث المزعوم لكننا لا نستطيع تأكيده حتى الآن». يُذكر أنه قبل سنة تقريباً، غرق حوالى 800 مهاجر قبالة السواحل الليبية عندما اصطدم قارب الصيد الذي كان يقلّهم بسفينة تجارية كانت تحاول إنقاذهم في أسوأ مأساة في البحر المتوسط خلال عقود.