توقّع تجار ذهب أن تشهد فترة الصيف انتعاشاً ضعيفاً في مبيعات الذهب تقل بنسبة 25 في المئة عن 2008، ويتوافق موسم الصيف مع موسم الزواجات، وشراء العمالة مصوغات ذهبية كهدايا مشيرين إلى أن الزيادة في المبيعات قد تصل إلى 40 في المئة عن سائر فترات السنة بينما كانت تصل في السابق إلى 65 في المئة.وأوضح رئيس لجنة الذهب في «غرفة الشرقية» عبداللطيف النمر أن التوقعات تشير إلى انتعاش السوق في الصيف بشكل محدود، بنسبة 40 في المئة عن سائر السنة، «خصوصاً أننا اعتدنا حدوث ذلك سنوياً، لفترة تصل إلى شهر ونصف الشهر من بدء الإجازة الصيفية، نتيجة شراء المقيمين هدايا قبل سفرهم إلى بلدانهم»، متوقعاً عدم «حدوث انتعاش بالشكل المطلوب، مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، وإنما بشكل مقبول، وعزا السبب إلى تراجع الإقبال على الشراء بسبب ارتفاع الأسعار. من جانبه، أوضح نائب رئيس لجنة الذهب في الغرفة محمد الحمد أن «الإقبال على شراء الذهب في السوق المحلية، ينتعش بسبب العطلة الصيفية، وموسم الأعراس، والإقبال على شراء الهدايا»، مؤكداً: «تراجع هذا الإقبال على الشراء هذا العام، مقارنة بالعام 2008 بنسبة 25 في المئة»، موضحاً أن «كمية الذهب المباعة تراجعت عن العام الماضي 2009 بنسبة 15 في المئة، فيما شهد العام الماضي تراجعاً عن العام الذي سبقه بنسبة 10 في المئة». وحول زيادة احتياط المملكة من المعدن الأصفر، بعدما عملت مؤسسة النقد السعودي (البنك المركزي في السعودية) على رفعه من 143 طناً إلى 323 طناً، وذلك بحسب بيانات المجلس العالمي للذهب، مقارنة مع التقرير السابق للمجلس، وبحسب الأسعار الحالية للمعدن فإن قيمة هذه الاحتياطات تقدر بنحو 7 بلايين دولار، أي نحو 26.25 بليون ريال، ووصف تجار الذهب السعوديون هذه الخطوة بالإيجابية والتي تتواءم مع مكانة المملكة في الاقتصاد العالمي. وقال النمر إن هذه الخطوة مطلوبة في مثل هذه الأوقات، وطالب الدولة ب «العمل أكثر على زيادة احتياطها هذا، لما في ذلك من مضاعفة لتحقيق الأرباح، خصوصاً أن مؤشر المعدن الأصفر يقترب من 1500 دولار»، مشيراً إلى «تأرجح قيمة الدولار، ما يجعل الذهب أكثر أماناً منه». متوقعاً «استمرار صعود الذهب»، لافتاً إلى أن «ثمة دولاً تخطتنا في مضاعفة احتياطها»، مؤكداً أهمية هذه الخطوة وانعكاسها الإيجابي على الاقتصاد السعودي»، داعياً المواطنين إلى الحرص أكثر على اقتناء الذهب، لما يتمتع به من مستقبل ربحي يتضاعف مع الأيام، منوهاً إلى أن «الذهب وصل حالياً إلى 1250 دولاراً»، متوقعاً أن يستمر في صعوده. وقال إن «ارتفاع أسعار الذهب لم يواكبه ارتفاع في الإنتاج الكمي لهذا المعدن»، وعلل السبب بأن «عدم زيادة إنتاج المناجم يساعد في انخفاض أسعاره، خصوصاً وهو يمثل ثروة لهذه الدول المنتجة». من جانبه، وصف الحمد الخطوة ب«الإيجابية، والتي تتواءم مع مكانة المملكة اقتصادياً في العالم، لافتاً إلى دورها الإيجابي أيضاً في «زيادة ثقة المستثمرين»، وأشار إلى «ضعف اليورو، وعجز الدولار الأميركي»، مشيداً في الوقت نفسه بتوقيت هذه الخطوة التي «تزامن قيام المملكة بها، مع قمة العشرين». ونفى الحمد تأثير هذه الخطوة في زيادة أسعار الذهب في السوق المحلية، بيد أنه قال: «زيادة قوة الاقتصاد الوطني تعمل بالضرورة على زيادة القوى الشرائية، وبالتالي تساعد في ارتفاع دخل الأفراد»، كما أشار إلى «توجه الذهب إلى الصعود». ووصف شيخ جوهرجية جدة جميل فارسي، الخطوة التي أقدمت عليها المملكة ب«الجيدة»، مؤكداً أن الحكومة لن تندم عليها، خصوصاً أن السجل التاريخي للذهب يثبت لنا ذلك، متمنياً «لو أنها أقدمت عليها قبل فترة طويلة من الآن، عندما كانت أسعار الذهب أقل مما هي عليه الآن»، وأنها «حذت قبل هذا الوقت حذو دول عملت منذ زمن على زيادة احتياطها من الذهب، مثل الهند والصين». ونفى فارسي أن يكون لهذه الخطوة أي تأثير في السوق محلياً أو عالمياً، وعزا السبب إلى أنها «تصب في خانة احتياطات البنك المركزي»، مؤكداً أن «أسعار الذهب تتجه إلى الزيادة».