مثُل المقدم الركن في الجيش اللبناني شهيد تومية أمس أمام المحكمة العسكرية في لبنان حيث يحاكم بتهمة «التعامل مع اسرائيل وتزويد المخابرات الاسرائيلية إحداثيات ومعلومات عسكرية سرية مستفيداً من موقعه العسكري». واستجوبت المحكمة تومية على مدى ساعة ونصف الساعة، نفى خلالها التهمة المنسوبة إليه وتحدث عن مرض نفسي يعانيه منذ أكثر من 20 عاماً. وقال: «أعاني من انفصام في الشخصية وأتخيّل شيطاناً يلاحقني، ما يدفعني أحياناً الى القيام بعمل غير سوي، حتى أنني حاولت مرة قتل زوجتي التي أحبها». وأفاد تومية بأنه في العام 1991 ضلّ طريقه حيث كان يخدم في الجنوب، فوصل الى معبر باتر (جزين) حيث ميليشيا لحد وتعرف هناك الى المدعو مارون السويدي الذي كان في عداد الجيش أثناء قيادة العماد ميشال عون، ثم التحق بميليشيا لحد. وروى تومية تفاصيل رحلة قام بها إلى فرنسا حيث كان ينوي شراء سيارة، فحمل معه نحو 20 او 30 ألف دولار. وقال إنه التقى هناك مارون وتعرض للسرقة من أصدقائه، لكن مارون وعده بإعادة المبلغ المسروق إليه بعد عودته الى لبنان. وأكد تومية أنه ابلغ رؤساءه بما حصل معه في فرنسا التي سافر إليها مجدداً وتعرض لعملية خطف، نافياً سفره من هناك الى اسرائيل. وأشار تومية الى ان مارون أرسل إليه جهازاً بواسطة «كومود» وضعها في غرفة نومه وراح يبث عبر الجهاز رسائل الى مارون تتعلق بمكافحة تهريب الدخان على المعابر وحوادث أخرى كان يستحصل عليها من الصحف والمجلات، نافياً أن يكون زوّد مارون بمعلومات عسكرية، قائلاً: «الرسائل كانت بمثابة دردشة بين أي صديقين». وسئل تومية عن معلومات ضبطت في حاسوبه الخاص بينها معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون أراد وقوله عنه انه مهم لدى «حزب الله» أو الايرانيين، وعن الاسيرين الاسرائيليين اللذين أسرهما «حزب الله» قبل حرب تموز (يوليو)، فأجاب: «إنها معلومات وضعتها كغيرها من المعلومات المتوافرة على الانترنت ولم أرسلها إلى مارون». وكان جوابه نفسه حول معلومات أخرى عن زيارات قام بها قائد الجيش الى الجنوب والشمال وعن الحرب على «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد، وألوية في الجيش. وأقر تومية، الذي بدا هزيلاً ومثُل بلباس مدني، بتسلمه «بريداً ميتاً» يحوي أموالاً، قائلاً إن مارون ارسلها إليه و «هي الأموال التي سرقت مني في فرنسا». وعن معلومات ارسلها الى مارون عن مراكز عسكرية قصفت خلال حرب تموز واستشهاد عسكريين، نفى تومية أرسالها وقال: «علاقتي بمارون كانت تهدف الى استرجاع مالي المسروق، ولم اكن اعلم انه يتعامل مع الاسرائيليين، اخبرني انه يعمل في مجال مكافحة تهريب الدخان». وانهى إفادته بالقول: «لست متعاملاً ولا يمكن ان افعل ذلك، فلدي سبعة أشقاء ضباط وولاؤنا للجيش وللوطن فقط». وكان وكيلا تومية المحاميان بدوي ابو ديب وجوزف مخايل ركّزا في اسئلتهما اثناء استجواب موكلهما على وضعه النفسي وأبرزا مستندين يتعلقان بهذا الامر قررت المحكمة ضمهما الى اساس القضية ورفعت الجلسة الى 19 تموز المقبل لسماع شهود.