أبدى ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن مخاوف من «محاولات اختطاف تنظيم داعش والتنظيمات المماثلة الملف الفلسطيني» بسبب «فقدان الثقة العام في الشرق الأوسط بحل الدولتين»، مشيراً إلى أن المؤتمر الذي ستعقده باريس في 3 حزيران (يونيو) يهدف إلى «إعادة الثقة والأمل وحشد الإجماع المفقود» على ضرورة الحل السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين. وتحدث الديبلوماسي المطلع على التحضيرات الفرنسية للمؤتمر الذي سيضم أطراف اللجنة الرباعية الدولية ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، عن «حزمة حوافز» تسعى باريس الى تسويقها ووضعها أمام إسرائيل والفلسطينيين لتشجيعهم على العودة إلى التفاوض ضمن إطار زمني، «بينها علاقة اقتصادية مميزة مع الاتحاد الأوروبي، وهو أمر يهم إسرائيل جداً». كما أشار إلى أن الحوافز تشمل «ضمانات أمنية، وإعادة إحياء مبادرة السلام العربية» بما يفتح أبواب العلاقة المباشرة بين إسرائيل والدول العربية. وأوجز فكرة «الحوافز» بأنها ستتضمن «القليل من الضغط، لكن الكثير من الدعم» لإسرائيل والفلسطينيين «بما يشبه خطة مارشال تنموية يكون للاتحاد الأوروبي دور محوري فيها مع الفلسطينيين والإسرائيليين». واعتبر أن إسرائيل، التي لن تدعى والفلسطينيين إلى مؤتمر باريس، «لم تبد رفضاً لفكرة المؤتمر»، رغم ما أعلنه رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو وعدد من السياسيين. وقال إن «الرباعية» ستقدم تقريراً خلال أيام قليلة «يتضمن تقويماً مشتركاً لأطراف الرباعية لوضع عملية السلام، وأين نحن الآن، وما هي المخاطر، وأيضاً تقويماً مشتركاً للمستقبل والمقاربة السياسية المطلوبة لإعادة تأطير حل الدولتين وإيجاد الطريق الضيق الذي يؤدي الى المفاوضات وحل الدولتين». وأشار الى أن لمجلس الأمن دوراً «في مرحلة لاحقة» يمكن أن يؤديه، لكن بعد انتهاء الانتخابات الأميركية، «لأن أي مشروع قرار يطرح على مجلس الأمن خلال فترة الانتخابات الأميركية في شأن عملية السلام، سيسقط بالفيتو الأميركي». لكنه أبدى اقتناعاً بأن الولاياتالمتحدة «تريد أن تفعل شيئاً وتترك معلماً جديداً قبل انتهاء عهد الإدارة الحالية» في شأن عملية السلام. وكشف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طلب بنفسه من فرنسا إرجاء مؤتمر باريس أياماً قليلة ليتمكن من المشاركة فيه، وهو ما تم فعلاً من خلال تعديل موعد المؤتمر من 30 الشهر الجاري إلى 3 حزيران (يونيو). واعتبر أن مؤتمر باريس «لا يسعى إلى إيجاد بديل عن الرباعية بل إلى البناء على ما أنجزته».