يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي قمة مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي وصل إلى القاهرة قادماً من جنوب إفريقيا في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة على رأس وفد فلسطيني رفيع المستوى، فيما يتحدث عباس اليوم أمام الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب برئاسة البحرين في مقر الجامعة العربية لاستعراض آخر محاولات تفعيل المبادرة الفرنسية. وأوضحت مصادر فلسطينية في القاهرة أن عباس سيناقش مع السيسي المبادرة التي طرحها الرئيس المصري أخيراً لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإتمام عملية المصالحة الفلسطينية، كما يلتقي عباس كلاً من وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام للجامعة نبيل العربي، وقيادات مصرية سياسية وأمنية. وصرح سفير فلسطين لدى القاهرة جمال الشوبكي أن عباس سيطلع وزراء الخارجية على مستجدات القضية الفلسطينية خلال جلسة خاصة بفلسطين على هامش الاجتماع الوزاري. وقال إن الاجتماع مع الرئيس يهدف إلى دعم المبادرة الفرنسية واتخاذ قرارات توحد الموقف العربي لجهة حل الدولتين وفق جدول زمني قبيل اجتماع باريس المقرر في 3 حزيران (يونيو) المقبل. وكشف سعي فلسطين الى تحقيق مشاركة دولية على غرار ما حصل في الملف الإيراني والملف السوري واليمني بعيداً من المفاوضات المباشرة غير المجدية التي تريدها إسرائيل. ونوه إلى أن اجتماع باريس ستحضره 20 دولة، منها الدول الخمس الكبرى ومصر والسعودية والأردن، والمغرب، مشيراً الى ان من المهم أن يخرج الاجتماع بخطة وآليات دولية تلزم إسرائيل. وأوضح الشوبكي أن الرئيس المصري وجه رسالة الى المنطقة وإسرائيل تحدث فيها عن أهمية مركزية القضية الفلسطينية، وأن حلها سيجنب المنطقة الحروب والإرهاب. وأكد أن مبادرة السيسي هي رؤية عربية ألقت حجراً في المياه الراكدة، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية قضية ثانوية نتيجة الحروب في المنطقة. وقال إن مبادرة الرئيس المصري التي تحدث فيها عن حل الدولتين، تستند إلى المبادرة العربية للسلام وإنهاء الانقسام الفسطيني، كما انها لا تتعارض مع المبادرة الفرنسية وليست بديلاً عمنها، لافتاً إلى أن اجتماع باريس سيشدد على مبادرة السيسي. وقال إن اللجنة الرباعية الدولية تجتمع الشهر الجاري لإصدار تقرير مفصل يسلم للأمم المتحدة عن قضية الاستيطان والموضوع الفلسطيني عموماً. وأعلن نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن اجتماع وزراء الخارجية العرب مخصص لمناقشة ثلاثة مواضيع رئيسة، في مقدمها تطورات القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أهمية مشاركة الرئيس الفلسطيني في الاجتماع لتحديد الموقف العربي الذي سيتم طرحه أمام مؤتمر باريس المقرر نهاية الشهر الجاري أو بداية حزيران المقبل، والذي سيكون مكرساً لبحث القضية الفلسطينية وسبل إنفاذ حل الدولتين والخروج من حال الجمود الراهنة التي تفرضها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. وأشار إلى أن البند الثاني على جدول أعمال الاجتماع الوزاري يتعلق بالنظر في التطورات التي تشهدها ليبيا، والدور العربي إزاءها، خصوصاً بعد الاتفاق السياسي الذي تم التوصل اليه في مدينة الصخيرات وتشكيل المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق الوطني، موضحاً أن هذا البند تمت إضافته بناء على طلب رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج خلال لقائه الأخير مع الأمين العام للجامعة. وتابع ان البند الثالث يتعلق بتحضير جدول أعمال القمة العربية المقبلة التي تستضيفها موريتانيا، لافتاً إلى أن هذا البند يأتي تنفيذاً لقرار وزراء الخارجية العرب الأخير في شأن التحضير لقمة نواكشوط. وأكد أن الاستعدادات تجري على قدم وساق للتحضير للقمة العربية المقبلة في دورتها السابعة والعشرين، لافتاً إلى التنسيق الذي يجري بين الأمانة العامة للجامعة وموريتانيا، الدولة المستضيفة للقمة، اذ بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في توجيه الدعوات إلى القادة العرب.