طالبت وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بالحصول على موافقات رسمية قبل إقامة أي عمل خيري جماعي، سواءً في المساجد أم غيرها، خصوصاً الأنشطة المرتبطة بالتحويل عبر حسابات مصرفية. وبالتزامن انتشرت خلال الأسبوعين الماضيين إعلانات حول إفطار مجاني «خيري» يقدم خلال شهر رمضان، بكلفة لا تزيد على 200 ريال، طوال أيام شهر رمضان المبارك، مع إعلان حسابات مصرفية للتحويل إليها من الراغبين في التبرع بالإفطار لمصلحة جاليات أجنبية، وفقراء ومعوزين. وأكد مصدر في وزارة الشؤون الإسلامية ل«الحياة» أنه «لا بد من الحصول على تصريح لإقامة إفطار جماعي، والأمر ذاته ينطبق على فتح حسابات مصرفية لهذا الشأن، ولا بد من اتباع الأنظمة». ودعت مكاتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومكاتب الدعوة والجاليات «إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من إعلان عن أنشطة رمضانية غير مصرحة. فيما بدأت جمعيات خيرية في المنطقة الشرقية بإعلان برامج خيرية تقام طوال أيام شهر رمضان، محذرة من التفاعل مع إعلانات وهمية»، والتأكد من مصادرها. وقالت فاطمة القرني (مسؤولة برنامج رمضاني في جمعية خيرية): «إن الجمعيات واللجان تحرص على نيل التصاريح من الأجهزة الرسمية، إلا أنه لاحظنا وجود إعلانات منتشرة عن وجبات إفطار وسحور رمضاني عبر التحويل إلى حسابات مصرفية، بعضها صادر عن جهات رسمية ومعروفة، وأخرى غير معروفة»، مضيفة: «نحاول توعية فاعلي الخير بعدم التبرع إلا للأنشطة المصرح لها رسمياً، وبشكل واضح». من جهته، قال الشيخ محمد الدوسري (إمام وخطيب مسجد وسط مدينة الدمام): «إن التنسيق للأنشطة الرمضانية يجري حالياً عبر إعداد آلية بهذا الشأن، ونحصل على موافقات من فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المنطقة الشرقية». وحول الإعلانات التي تنتشر في الشوارع، وتتضمن حسابات مصرفية للتبرع بإفطار رمضاني طوال أيام الشهر المبارك أوضح أنها «قد توقع أصحابها في مساءلات مع الأجهزة الأمنية لاحقاً»، لافتاً إلى «وجود لجان رقابية من أجهزة أمنية وحكومية أخرى». وقال الدوسري: «إن وزارة الشؤون الإسلامية عممت قبل أيام بضرورة الحصول على موافقة وتصريح رسمي، إلا أن إعلانات اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، ودخلت المطاعم على الخط، للتنافس على استقطاب الزبائن، وهذا قد يتسبب في مشكلات». وشاطره الرأي الشيخ يونس اليونس (إمام مسجد في مدينة الخبر)، قائلاً: «الندوة العالمية ومكاتب الدعوة والإرشاد وفروع وزارة الشؤون الإسلامية تنصح بتجنب الدخول في أنشطة غير مصرحة، لأنها قد تستبع التعرض إلى التحقيق في حال كان التحويل لنشاط مشبوه». وأشار اليونس إلى أن هناك من يحاول استغلال فاعلي الخير، ويتجه إلى أخذ الأموال لأغراض ربما تكون ذات صلة بالإرهاب أو عصابات نصب واحتيال، مضيفاً: «يبدو أن المنافسة قوية والعروض تتهافت من أجل الإفطار الرمضاني، والمساجد والجمعيات الخيرية تتبع نظاماً واضحاً لمساعدة الأسر المحتاجة ودعم الأيتام، ومن يرغب في عمل الخير عليه التوجه لهذه الجهات المعروفة».