عشية انطلاق موسم الزيارة السنوية اليهودية إلى كنيس «الغريبة» جنوبتونس، أعلن رئيس الطائفة اليهودية في مدينة «جربة» بيريز الطرابلسي أن «تونس أكثر أمناً من إسرائيل»، فيما دعت الحكومة التونسيةبريطانيا إلى إلغاء النصيحة لرعاياها بعدم زيارة الأراضي التونسية. ورد الطرابلسي، أحد أبرز رموز الطائفة اليهودية التونسية، على تحذير إسرائيل رعاياها واليهود في العالم من السفر إلى تونس، داعياً السلطات التونسية إلى تسهيل منح تأشيرات الدخول للزوار اليهود إلى كنيس «الغريبة» بجزيرة جربة جنوب شرقي البلاد. وكانت هيئة «مكافحة الإرهاب الإسرائيلية» أوصت أول من أمس، الإسرائيليين بعدم السفر إلى تونس لأداء طقوس الزيارة الدينية نهاية الشهر الجاري. ويزور مئات اليهود جزيرة «جربة» في شهر أيار (مايو) من كل سنة، كنيس الغريبة، الذي له مكانة خاصة عندهم، باعتباره أقدم معابدهم في شمال أفريقيا. ويتخوف بعض اليهود من هذه الزيارة نظراً إلى التهديدات الإرهابية التي تواجهها تونس منذ سنوات. وأوضح الطرابلسي أن «إسرائيل دأبت منذ 5 سنوات، على التحذير من السفر إلى تونس، خلال موسم زيارة الغريبة، لكن اليهود يأتون». وأضاف: «نحن ندعو الحجاج لأن يأتوا هذا العام لأننا نثق بالأمن، تونس أكثر أماناً من إسرائيل، وليس لنا أي تخوفات». وتوقع الطرابلسي، الذي يرأس «جمعية الغريبة» المكلفة بتنظيم زيارة اليهود إلى الغريبة كل عام، أن يصل عدد الوافدين إلى جزيرة جربة إلى حوالي 2000 شخص من دول أفريقية وأوروبية عدة وآسيوية من بينها إسرائيل. وقال إن «عدد الزوار من إسرائيل سيفوق عددهم ما كان عليه العام الماضي، والذي كان في حدود 150 شخصاً». وأعلنت الحكومة التونسية من جهتها عن خطة أمنية مشددة لحماية مناطق وجود اليهود طيلة إقامتهم في جزيرة جربة في محافظة مدنين. ويُذكر أن عدد الوافدين اليهود شهد تراجعاً كبيراً بعد الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي منذ 3 سنوات، وكانت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي صرحت في وقت سابق بأنها تسعى إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح اليهود هذا الموسم. في سياق متصل، دعت تونس الحكومة البريطانية إلى تخفيف تحذيرها رعاياها من السفر إلى تونس إلا في الحالات الضرورية، بعد انخفاض عدد السياح البريطانيين بحوالى 90 في المئة في الربع الأول من العام 2016. وقال السفير التونسي في بريطانيا إنه على الحكومة البريطانية أن تأخذ في اعتبارها التحسن الذي طرأ على الأمن منذ العام الماضي. وكانت إرشادات السفر المشددة صدرت إثر مقتل 31 سائحاً بريطانيا في هجومين إرهابيين في تونس في العام 2015. كما ألغت شركات السياحة البريطانية كل رحلاتها إلى تونس في تموز (يوليو) من العام الماضي اثر الهجومين.