منح نجم هجوم الأوروغواي لويس سواريز منتخب بلاده الفرصة للظهور في ربع نهائي كأس العالم 2010 بتسجيله هدفين، ليقود المنتخب اللاتيني «العريق» للفوز على «المارد الآسيوي» كوريا الجنوبية بهدفين لهدف، ويعد ظهور الأوروغواي في هذا الدور المتقدم، بعد غياب طويل منذ مونديال 1970، الذي وصلت خلاله إلى نصف النهائي، وقال سواريز عقب حصوله أخيراً على جائزة أفضل لاعب: «هو الهدف الأغلى والأهم بالنسبة إليّ، ولحظة تسديدي للكرة فكرت في بلادي وعائلتي وزوجتي وابنتي القادمة في الطريق، كما أن صورة تشجيع الجماهير ودعم الشعب الأورغواني لنا لم تذهب عن بالي طوال الأوقات الصعبة التي عايشناها في المباراة خصوصاً بعد التعادل». ويعد لويس سواريز أحد العلامات البارزة في الأوروغواي، فهو هداف لا يشق له غبار، وقدراته ومهاراته الفنية لا جدال فيها، إضافة إلى تسديداته المحكمة وتفوقه في ألعاب الهواء، ولم يكن سواريز جاوز ال 11 من العمر عندما رحل عن مدينة سالتو التي ولد فيها متوجهاً إلى العاصمة مونتيفيديو، ليلتحق بصفوف ناشئي نادي ناسيونال صاحب الاسم والتاريخ العريق، وهناك صقل مهاراته وخاض أولى مبارياته مع الفريق الأول في أيار (مايو) من عام 2005 في مباراة ضمن بطولة كأس «ليبرتادوريس» ضد فريق جونيور بارانكيا، وفي الموسم الوحيد الذي لعبه كاملاً مع فريق ناسيونال في الدوري (2005-2006) أحرز 12 هدفاً، ساعد بها فريقه ليظفر باللقب في ذلك الموسم، ووضعه هذا الإنجاز تحت عيون نادي غرونينغن الهولندي، الذي تعاقد معه أواسط عام 2006، بعد عام واحد تقريباً من ظهوره للمرة الأولى في الدوري الأورغوياني الممتاز. ولم يسمح له النادي في كانون الثاني (يناير) من عام 2007 بالمشاركة مع منتخب الشباب في بطولة أميركا الجنوبية في الباراغواي المؤهلة لكأس العالم دون 20 سنة في كندا، ولكنه بعد شهر واحد نال شرف اللعب مع منتخب الكبار للمرة الأولى، عندما وضعه أوسكار تاباريز لاعباً أساسياً في مباراة ودية ضد منتخب كولومبيا في كوكوتا، إذ فاز فيها منتخب أوروغواي بثلاثة أهداف في مقابل هدف، إلا أن الذكرى التي خرج اللاعب بها من ذلك اليوم لم تكن سعيدة، فقد طرد من المباراة قبل نهايتها بخمس دقائق، وبعد أن سجل 14 هدفاً في 35 مباراة لعبها مع غرونينغن، وجد لنفسه مكاناً في نادٍ من أعرق الأندية، ألا وهو أياكس الهولندي، ولكن قبل أن يبدأ معه فعلياً توجه إلى كندا وشكل ثنائياً هجومياً مع إدينسون كافاني في كأس العالم دون 20 سنة، إذ سجل هدفين كان أحدهما في ثمن النهائي الذي خرجت منه أوروغواي على يد أميركا عندما خسرت بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي. لذلك لم يكن من الغريب أن يستعين به تاباريز لاعباً أساسياً منذ بداية التصفيات المؤهلة لجنوب أفريقيا 2010، وأثبت سواريز أنه أهل للثقة بتسجيله هدفين أحدهما في مرمى بوليفيا في افتتاح التصفيات، والآخر في مرمى منتخب تشيلي في الجولة الثالثة منها، كما أنه كان صفقة ناجحة لنادي أياكس أيضاً، إذ سجل 20 هدفاً في موسم (2007-2008 ) و28 هدفاً في موسم (2008-2009) فوطد بذلك مقامه في فريق تاباريز، ومن بين المباريات ال 20 التي خاضها منتخب أوروغواي في التصفيات لم يغب سواريز إلا عن مباراة واحدة أمام منتخب بوليفيا بسبب الإيقاف، وفي الطريق إلى جنوب أفريقيا هز أيضاً شباك فنزويلا وكولومبيا والإكوادور، ولم تقتصر إسهاماته على إحراز الأهداف، بل أثبت أيضاً براعته في الأداء الجماعي.