أربع حكايات 1916 - 1936» (رياض الريّس للكتب والنشر)، مجموعة من الدراسات التاريخية عن مراحل مختلفة ومنسيّة من تاريخ دمشق المعاصر. تبدو الحكايات في ظاهرها، أو «المنسيّات» كما أطلق عليها المؤرخ، قصصاً متفرقة حدثت ذات يوم في أقدم مدينة مأهولة في العالم. ولكنها في الحقيقة متصلة جداً، وفي طياتها دروس وعبر علّها تكون مرجعاً لأجيال مقبلة من السوريين عموماً، والدمشقيين تحديداً، ممّن شهدوا انهيار سورية في السنوات الخمس الماضية، وسيشهدون ولادتها عند انتهاء هذه الحرب القاسية التي عصفت بالبلاد وأهلها منذ عام 2011. أربع حكايات تتناول تفاصيل مراحل مختلفة من تاريخ دمشق تمّ تجاهلها، أو ربما إسقاطها من كتب التاريخ المعاصر. تروي الحكاية أو «المنسيّة» الأولى، وعنوانها «حكومة الأمير سعيد الجزائري»، في أيلول 1918، قصة الأسبوع «الفاصل» بين خروج العثمانيين ودخول الجيوش العربية والإنكليزية مدينة دمشق في نهاية الحرب العالمية الأولى. والمنسيّة الثانية، «التجربة الفدرالية في سورية» التي بدأت في حزيران (يونيو) 1922، وانتهت بعد ثمانية عشر شهراً فقط، عندما أسقطها السوريون أنفسهم «بالممارسة»، وهي قصة ما عُرف يومها ب «الاتحاد السوري الفيدرالي»، الذي جمع بين دولة دمشق ودولة حلب ودولة جبال العلويين. في المنسية الثالثة، والتي يصفها الكاتب في مقدمته بأنها «الأقرب إلى قلبه»، يتناول مبيّض فترة تأسيس كلية الطب في دمشق عام 1903، والتي كانت نواة بناء الجامعة السورية العريقة عام 1923. وأخيراً ينتقل الكاتب إلى منسيّته الرابعة «جمهورية الرئيس محمد علي العابد»، وهي عن فترة حكم أوّل رئيس سوري منتخب، والأب الفعلي المؤسس للجمهورية السورية، ولو أنها كانت أيام الاحتلال الفرنسي.