القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأحد تفاصيل جديدة عن عملية تبادل محتملة بين معتقلين فلسطينيين والجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط الذي تحتجزه حركة «حماس» منذ أربعة أعوام في قطاع غزة. ونقلت وسائل الإعلام عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وعن «مصادر حكومية» أن اتفاق التبادل سيشمل ناشطين فلسطينيين تقول إسرائيل انهم ضالعون في مقتل نحو 600 إسرائيلي. وتبدي إسرائيل استعداداً للإفراج عن نحو مئة معتقل ضالعين في مقتل إسرائيليين شرط أن يتوجهوا الى قطاع غزة أو الى الخارج وليس الى الضفة الغربية. ورفض مكتب نتانياهو الإدلاء بأي تعليق في هذا الصدد. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن الاتفاق المشار إليه لا يشمل المسؤولين عن هجمات انتحارية دامية استهدفت خصوصاً ملهى في تل أبيب عام 2001 (21 قتيلاً) وفندقاً في نتانيا عام 2002 (30 قتيلاً). كذلك، لا يشمل الاتفاق مروان البرغوثي، أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية الذي اعتقلته إسرائيل في نيسان (أبريل) 2002 وصدرت بحقه في حزيران (يونيو) 2004 خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد ادانته بالتورط المباشر في أربعة هجمات ضد الإسرائيليين أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص خلال الانتفاضة. وأوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن إسرائيل ستضطر الى الإفراج عن مجموعتين من 450 و550 معتقلاً فلسطينياً لاستعادة شاليط. وصرح وزير العلوم دانيال هرشوفيتز الأحد للصحافيين أن «دولة إسرائيل وافقت على دفع ثمن باهظ جداً، وحتى باهظ الى حد كبير في نظر كثيرين». وتعتقل إسرائيل أكثر من سبعة آلاف فلسطيني في سجونها. في غضون ذلك، بدأ والدا الجندي الإسرائيلي شاليط، مسيرة مدتها 12 يوماً من منزلهما في شمال اسرائيل الى مقر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس للمطالبة بمبادلته بسجناء فلسطينيين. وقال شمشون ليبمان، رئيس الحملة العامة للإفراج عن شاليط :»نتمتع بالقوة الكافية لمبادلة مئات القتلة بغلعاد شاليط. ثم انني متأكد من أن كل جندي سيتيقن من أننا لن نتخلى عنه». وكان شاليط (23 سنة) الذي يحمل ايضاً الجنسية الفرنسية، أسر في 26 حزيران (يونيو) 2006 على مشارف قطاع غزة خلال عملية تبناها الجناح المسلح ل «حماس» ومجموعتان فلسطينيتان مسلحتان أخريان. ولم تتفق اسرائيل و»حماس» التي تسيطر على القطاع حالياً على شروط مبادلة السجناء التي سيتم بموجبها الإفراج عن ألف سجين فلسطيني بين سبعة آلاف في السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن شاليط. ويعترض نتنياهو على الإفراج عن فلسطينيين مدانين بقتل اسرائيليين مشيراًُ الى أن تحركهم في الضفة الغربية بحرية سيتيح لهم شن هجمات أخرى. وقالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات التي تتوسط فيها ألمانيا ان «حماس» وافقت على نفي بعض السجناء لكنها تريد أن تتاح لهم فرصة اختيار وجهاتهم. ومن المتوقع أن ينضم آلاف الإسرائيليين الى والدي شاليط وأقاربه في مسيرتهم من شمال اسرائيل الى القدس. وفي تكثيف للضغوط على نتنياهو للموافقة على التوصل الى اتفاق قالت أسرة شاليط انها ستعتصم لأجل غير مسمى خارج مقره الرسمي في الثامن من تموز (يوليو) بعد يومين من الموعد المقرر أن يلتقي فيه بالرئيس باراك أوباما في واشنطن. وقال نتنياهو للصحافيين انه سيدعو والدي شاليط لمقابلته عندما يعود من الولاياتالمتحدة. وقال «أريد أن أراكما. سأسعد بلقائكما. لن يكون هذا أول اجتماع لنا. قلوبنا مع غلعاد وأسرته». وناشد المجتمع الدولي الضغط على «حماس» للإفراج عن شاليط.