سيول - رويترز - دعا الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية إلى اجتماع نادر لاختيار قيادة جديدة في خطوة قال محللون إنها قد تمهد الطريق أمام خطط لخلافة الابن الاصغر للزعيم المريض كيم جونج ايل لأبيه. وللمرة الاولى منذ ثلاثة عقود دعيت الصفوة السياسية الحاكمة في البلاد إلى مؤتمر لحزب العمال الكوريين في سبتمبر أيلول في ظل سلسلة من التغييرات العسكرية والسياسية على مدى الاسابيع القليلة الماضية. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية اليوم إن"المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوريين قرر الاجتماع مبكرا في سبتمبر.. عقد مؤتمر لحزب العمال الكوريين لانتخاب اعلى هيئة قيادية يعكس المتطلبات الجديدة لحزب العمال الكوريين." واصيب كيم بجلطة دماغية في 2008 ويعتقد على نطاق واسع انه يعد ابنه جونج اون لتولي الحكم خلفا له. وقال كوه يو هوان من جامعة دونجوك في سول وهو خبير في شؤون القيادة الكورية الشمالية "هناك احتمال كبير أن يتم تعيين كيم جونج اون في منصب رفيع المستوى في المكتب السياسي خلال مؤتمر حزب العمال. "كما أن من المرجح أن يشهد حزب العمال تغييرات واسعة في الافراد وفي التنظيم بينما يستعد للخلافة." وحزب العمال الكوريين هو الهيئة الحاكمة لكوريا الشمالية ويعمل كيم جونج ايل امينا عاما للحزب الى جانب دوره الرسمي كرئيس للجنة الوطنية للدفاع ذات النفوذ المتزايد. وقال محللون ان دور حزب العمال تراجع خلال العقود الماضية في الوقت الذي زاد فيه تركيز كوريا الشمالية على قوتها العسكرية لكن الحزب لا زال يملي الايدلوجية السياسية. وكان كيم قد بدأ دوره الرسمي لخلافة والده مؤسس الدولة بتولي منصب في الحزب في مؤتمر في عام 1980 عندما كان يبلغ من العمر 38 عاما. واصبح عضوا عاملا في المكتب السياسي في نفس العام الامر الذي اعتبر الخطوة الاولى لتقديم نفسه كوريث لكيم ايل سونج الذي توفي فجأة في صيف 1994 . وتأتي خطوات تمهيد الطريق على ما يبدو أمام خلافة جونج اون لوالده وسط انتقاد متنام لكوريا الشمالية بسبب اتهامها بإغراق سفينة حربية كورية جنوبية في مارس آذار في حادث أسفر عن مقتل 46 بحارا وفاقم التوترات الامنية في شبه الجزيرة الكورية. وتنفي بيونجيانج تورطها في إغراق السفينة لكن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية تصران على أن الشمال مسؤول عن الامر وأنه يجب معاقبته. وقام كيم (68 عاما)ايضا بتعديل لجنة الدفاع لوضع المساعدين المقربين منه المتعاطفين مع وراثة الابن في اللجنة. ولا يملك جونج اون وهو في العشرينات من العمر خبرة كبيرة ويشكك بعض المحللين في تعيينه في منصب كبير أثناء المؤتمر. وقال سوه جاي جين رئيس معهد كوريا للتوحيد الوطني "سيتناول مؤتمر حزب العمال الكوريين تعديل قيادة الحزب وتغيير هيكله ليؤدي وظائفه بفاعلية بعدما توقف عن ذلك على مدى السنوات الماضية. "لا أتوقع أي خطوات كبيرة في سبيل خلافة كيم جونج اون لوالده أثناء المؤتمر لان ذلك ينظر إليه على أنه مبكر للغاية وظهوره في الصف الأمامي للمكتب الحاكم لن يكون قبل عامين أو أكثر." لكن نقل عن رئيس جهاز المخابرات في كوريا الجنوبية قوله في جلسة مغلقة للجنة برلمانية الاسبوع الماضي ان هناك حملة لتعزيز صورة الابن.