أشار رئيس قسم العلوم البيئية بكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور بن أحمد الغامدي إلى أن مدينة جدة قد تعرضت خلال الفترة من 25 – 29 /4 / 1433 لعاصفة ترابية قوية حيث سجلت محطات قياس جودة الهواء المتنقلة التابعة للجامعة متوسطات تركيزات يومية للجسيمات العالقة المستنشقة (ذات الأحجام الأقل من 10 ميكرون) خلال هذه الفترة تراوحت ما بين 447 إلى 1345 ميكروجراما لكل متر مكعب، حيث سجل أعلى تركيز يوم الاثنين الموافق 26/ 4/ 1433 وبلغ 1345 ميكروجراما لكل متر مكعب، وهذا التركيز أعلى بحوالي 4 مرات عن الحد الأقصى للتركيز المسموح به طبقا لمقاييس حماية البيئة التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية والذي يبلغ 340 ميكروجراما لكل متر مكعب لليوم الواحد. وأوضح في بيان بثه المركز الإعلامي بالجامعة، أن الأتربة ذات الحجم 10 ميكرون في القطر أو أقل، ومن أجل تصور حجمها الحقيقي فإن شعرة مفردة من جسم الإنسان يكون قطرها حوالي 70 ميكرون أي سبعة أضعاف قطر الجسيمة، والتي تتكون من ذرات صلبة وقطرات سائلة تبقى معلقة في الهواء لفترات طويلة قد تم الاتفاق عالميا على وضع مقاييس لها لا يسمح بتجاوزها وتختلف من دولة إلى أخرى بحسب ظروف كل دولة. وأضاف أن هذه الجسميات الناتجة من العواصف الرملية كما حدث في مدن المملكة تحمل في غالبها الأتربة والغبار إلا أنها في المناطق الحضرية تكون أكثر خطورة كونها تحمل في طريقها عددا من العناصر بما في ذلك الأحماض والمواد الكيميائية العضوية وغير العضوية والمعادن من مصادر التلوث المختلفة بما فيها وسائل النقل والصناعات المختلفة. وبين أن خطورة هذه الجسيمات العالقة في هذا الحجم أو أصغر تكمن في أنها تمر من خلال الحلق والأنف، ولا يستطيع الجسم منع دخولها لصغر حجمها وبالتالي فإنها تصل إلى داخل أنسجة الرئتين لتستقر هناك وقد دلت الدراسات العلمية المنشورة في كثير من دول العالم بأن هذه الجسيمات تؤثر على الصحة بشكل خطير حيث تسبب ظهور الأمراض الصدرية المختلفة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما أن استنشاق هذه الجسيمات يفاقم أمراض الربو والتحسس وأمراض القلب لدى فئات معينة ممن لديهم نقص في المناعة مثل كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض القلب والرئتين والرضع والمدخنين وهؤلاء ينبغي عليهم اتخاذ المزيد من الاحتياطات بعدم التعرض لهذه الأتربة. كما حذر من أن تكرار التعرض لهذه العواصف الرملية قد يؤدي لظهور حالات مزمنة بعد وقت طويل من حدوثها ومن أهمها نقص كفاءة عمل الرئتين. كما أكد على ضرورة أن يكون لدينا ثقافة التعامل مع العواصف الرملية بما أنها قدرنا في هذه البلاد وبالتأكيد لا نستطيع منع حدوثها ولكن ينبغي ضرورة اتباع الاحتياطات اللازمة عند حصول العواصف الرملية أو عند التحذير من وقوعها للحفاظ على السلامة والصحة، وبين أن بعض الممارسات السليمة قد تخفف من آثار هذه العواصف فإذا كان الشخص في المنزل أو العمل فينبغي إغلاق جميع النوافذ والفتحات لتقليل دخول الغبار للمنزل كما يفضل تشغيل المكيف في المنزل في حال كانت الفلاتر جيدة وإلا فإقفاله أفضل. وفي ختام حديثه تمنى على الجهات المعنية التكاتف لعمل برنامج إرشادي وتحذيري لملوثات الهواء ومن ضمنها الجسيمات العالقة أسوة بالتحذير من الأمطار والسيول وهذا مطبق في كثير من الدول المتقدمة بأكثر من طريقة ومن ضمنها وضع تحذيرات ذات ألوان مختلفة على موقع إحدى الجهات الرسمية كالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تدل على جودة الهواء في ذلك اليوم بما فيها الجسيمات العالقة متبوعة بالتحذير المناسب كعدم الخروج أو اتباع إجراءات معينة.