قاد تجاهل منظمة الصحة العالمية ثلاثة مؤثرات ملوثة للهواء من أربعة إلى وضع الرياض في قائمة المدن ال10 الأكثر تلوثا عالميا. واعتمدت المنظمة مؤثرا واحدا هو الجسيمات «الغبار»، فيما أهملت بقية المؤثرات. أعلنت منظمة الصحة العالمية أول من أمس في تقريرها عن معدلات التلوث بالجسيمات في الهواء الخارجي لنحو 3 آلاف حول العالم، وأشتمل التقرير على بيانات هذه المدن ومعدلات تركيز الجسيمات في الهواء بناء على بيانات حصلت عليها المنظمة بطرق متنوعة وفقا للبيان الصحفي الذي أصدرته المنظمة. أظهر التقرير أن المناطق والمدن التي تشهد نموا سريعا في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ هي الأكثر تأثرا مع مستويات تلوث من 5 إلى 10 أضعاف المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية كمعدلات للهواء الصحي. جسيمات دقيقة ويوجد نوعان من الجسيمات العالقة في الهواء الجسيمات الدقيقة والتي تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان وتتكون من جزيئات غاية في الدقة أقل من 2.5 ميكرون PM2.5s ووفقا لتقرير المنظمة فأعلى مستويات هذه الجزيئات في الهند، التي لديها 16 مدينة ضمن قائمة ال30 مدينة الأكثر تلوثا بهذه الجزيئات. تليها الصين، التي عملت على تحسين جودة الهواء منذ عام 2011 ولديها الآن خمس مدن في أعلى 30. تليها تسعة بلدان أخرى، بما في ذلك باكستان وإيران، كل دولة لديها مدينة واحدة ضمن أسوأ 30 مدينة عالميا. جزيئات خشنة النوع الثاني وهو الجزيئات الخشنة والتي تنتج عادة عن الغبار والرياح وأعمال البناء وتعرف بالجسيمات PM10 فهي أقل خطورة من النوع الأول، وجاءت الهند في أول القائمة بثماني مدن تليها نيجيريا والمملكة وباكستان وتمتلك كل منها مدينتين في قائمة ال10 الأولى . والمدينتين السعوديتين ضمن هذا النوع هما الرياضوالجبيل. بمعدلات تلوث بلغت 368 ميكروجرام في المتر المكعب، للرياض تحتل المرتبة الثامنة عالميا و359 ميكروجرام في المتر المكعب للجبيل محتلة المرتبة ال15 عالميا. وأهمل التقرير ثلاثة مؤثرات من أربعة تحدد مقدار تلوث الهواء وفقا للمنظمة نفسها واعتمد على مؤثر واحد هو الجسيمات فيما أهمل مؤشرات الأوزون وثنائي أكسيد النيتروجين وثنائي أكسيد الكبريت وهي مؤشرات اعتمدتها المنظمة للحكم على جودة الهواء وصلاحيته. الأفضل والأسوأ على صعيد المدن السعودية جاءت المدينةالمنورة كأفضل المدن بأقل نسبة تلوث تليها جدة ثم مكةالمكرمة، وجاءت الرياض في مقدمة المدن الأكثر تلوثا تليها الجبيل ثم الدمام ثم ينبع. والمدينة الأكثر تلوثا في العالم، هي مدينة أونيتشا في جنوب شرق نيجيريا التي سجلت مستويات ما يقرب من 600 ميكروجرام لكل متر مكعب من PM10s - حوالي 30 ضعف لما أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو مستوى 20 ميكروجرام في المتر المكعب. أما مدينة مونيو في فنلندا، وهي مدينة فوق الدائرة القطبية الشمالية فقد سجلت أنقى هواء في العالم، حيث سجلت 2 ميكروجرام لكل متر مكعب من التلوث PM2.5 و4 ميكروجرام لكل متر مكعب من PM10. وفي الشرق الأوسط جاءت مدينة زابل الإيرانية كأشد المدن تلوثا بالجسيمات الدقيقة بمقدار 217 فيما جاءت نسبة التلوث فيها بالنوع الخشن 527 ميكروجرام لكل متر مكعب. وعلى مستوى الدول العربية فقد تصدرت مدن المغرب أفضل المدن بجودة الهواء وأولها مدينة صافي المغربية كأقل المدن العربية تلوثا. تجارب ناجحة أظهرت مقارنات تاريخية لبيانات منظمة الصحة العالمية أن العديد من المدن نجحت في معالجة تلوث الهواء، وخفضت بعض البلدان عدد مدنها الملوثة إلى نحو النصف في البلدان ذات الدخل المرتفع وأكثر من الثلث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وانخفضت تبعا لذلك مستويات تلوث الهواء نحو 5٪ في غضون خمس سنوات. ومن أبرز المدن مدينة دلهي الهندية التي كانت تعد واحدة من أكثر المدن تلوثا في العالم، قبل أن تقوم بمنع سيارات الديزل الكبيرة من دخول وسط المدينة. وتشمل التدابير التي اتخذت في هذه المدن خفض انبعاثات المداخن الصناعية، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وترتيب أولويات النقل والحث على استخدام البدائل مثل المشي وركوب الدراجات واستخدام شبكات النقل العام، وقامت العديد من المدن بالحد من حركة السيارات والمركبات التي تعمل بالديزل على وجه الخصوص. ملوثات الهواء وفقا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية الجسيمات وهي نوعان: -جسيمات خشنة ومقياسها PM10 ومصدرها الغبار وعمليات البناء والرياح. -جسيمات دقيقة ومقياسها PM2.5 وهي الأشد خطورة وتنتج عن عمليات الاحتراق في المقام الأول. **والجسيمات تتكون من الكبريتات والنترات والأمونيا وكلوريد الصوديوم والكربون والغبار المعدني والماء. **يسهم التعرّض المزمن للجسيمات في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والتنفسية، فضلاً عن سرطان الرئة ويؤدي لإصابة صغار الأطفال بحالات حادة من العدوى التي تطال الجهاز التنفسي السفلي ومن معدلات وفياتهم. **تتجاوز معدلات الوفيات في المدن التي ترتفع فيها مستويات التلوّث المعدلات المسجّلة في المدن الأنقى نسبيا بنسبة تتراوح بين 15 و20%. الأوزون **يختلف عن طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي العلوي، ويتشكّل عن طريق تفاعل يحدث بين أشعة الشمس "تفاعل كيميائي ضوئي" وملوّثات مثل أكاسيد النتروجين (NOx) المنبعثة من المركبات والمصانع، والمركّبات العضوية المتطايرة (VOCs) المنبعثة من المركبات والمذيبات والمصانع. **يخلّف تركيز الأوزون المفرط في الهواء آثاراً بالغة على صحة الإنسان. فهو كفيل بإحداث مشاكل تنفسية وحالات من الربو والحد من وظائف الرئتين وإحداث أمراض فيهما. **أفادت عدة دراسات أوروبية بأنّ التعرّض لنسبة إضافية قدرها 10 ميكروجرامات/ م3 من هذه المادة يزيد من معدلات الوفيات اليومية بنحو 0.3% ومن أمراض القلب بقرابة 0.4%.
ثنائي أكسيد النتروجين (NO2) يؤدي ثنائي أكسيد النتروجين، باعتباره أحد ملوّثات الهواء، عدة وظائف مترابطة: -عندما تتجاوز تركيزاته القصيرة الأجل 200 ميكروجرام/م3، وظيفة الغاز السام الذي يسبّب التهاباً حاداً في المسالك الهوائية. -المصدر الرئيسي للنترات، الذي يشكّل عنصراً هاماً من الجسيمات التي تنتمي إلى صنف PM2.5، ومن مادة الأوزون. -مصدر انبعاثات ثنائي أكسيد النتروجين البشرية المنشأ هي عمليات الاحتراق (التدفئة، وتوليد الطاقة وتشغيل محرّكات المركبات والسفن). -تبيّن من الدراسات الوبائية أنّ أعراض التهاب القصبات الهوائية تزداد لدى الأطفال المصابين بالربو جرّاء تعرّضهم لثنائي أكسيد النتروجين على المدى الطويل.
ثنائي أكسيد الكبريت (SO2) - ثنائي أكسيد الكبريت غاز عديم اللون ذو رائحة قوية. وهو ينجم عن حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط) وعن انصهار الخامات المعدنية التي تحتوي على الكبريت. وأهمّ المصادر البشرية المنشأ لثنائي أكسيد الكبريت هو احتراق الوقود الأحفوري الذي يحتوي على الكبريت لأغراض التدفئة المنزلية وتوليد الطاقة وتشغيل المركبات الآلية. - يلحق ثنائي أكسيد الكبريت أضرارا بالجهاز التنفسي والوظائف الرئوية ويتسبّب في تهيّج العينين والتهاب السبيل التنفسي.