أكد وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصيّن أن وزارته «ليست استثناء من الوزارات الأخرى، إذ تعاني بدورها تعثر بعض المشاريع أو تأخر بعضها عن مواعيد التسليم»، واصفاً هذا الأمر ب«الطبيعي» مع الكم الكبير من العقود الجديدة والتي تتنوع ما بين عقود استشارية وإنشائية. وشدد على أن الوزارة تبرم ثلاثة عقود في كل يوم عمل على مدار العام، أو ما يتجاوز 700 عقد سنوياً، تتوزع بين مشاريع المياه والكهرباء والصرف الصحي وصيانة السدود. وقال الحصيّن ل«الحياة» على هامش حفلة تكريم الموظفين المتقاعدين مساء أول من أمس، إن مجموع ما تلقته الشركة السعودية للكهرباء خلال الأعوام الثلاثة الماضية من قروض حسنة مع القرض الأخير الذي بلغ 49.4 بليون وقدمته الدولة الشهر الفائت بلغ قرابة ال 130 بليون ريال، وذلك ضمن جهود الشركة الحثيثة لتوفير تمويل لمشاريعها. وأضاف: «يبذلون في الشركة ما في وسعهم للحصول على تمويل وعلى قنوات جديدة للتمويل، إما بإصدار صكوك أو بالمشاركة مع القطاع الخاص، إضافة للقروض الحكومية». وحول كفاية القروض الحكومية لقطاع الكهرباء للوفاء بمتطلبات مشاريعها للأعوام المقبلة، وسد حاجة الشركة لمواجهة النمو الذي يتجاوز 8 في المئة سنوياً، قال الحصيّن: «إن النمو في المملكة يعتبر الأعلى في العالم، لذلك تظل الشركة بحاجة دائمة لمحطات كهربائية جديدة وتجديد لمحطات التوليد والنقل والتوزيع». وأشار إلى أن هذه الحركة الدؤوبة لمشاريع الكهرباء ستظل مستمرة لمواجهة النمو المرتفع، ولا يمكن أن نصل لمرحلة الاكتفاء، كون الطلب يظل في تزايد، موضحاً أن ما تحصلت عليه مؤسسة تحلية المياه المالحة من دعم خارج الموازنة العامة للدولة سيستثمر في مشاريع جديدة لمحطات تحلية وتمديد خطوط أنابيب. وبيّن وزير المياه والكهرباء أن الاستعدادات تجري على قدم وساق، لضمان عدم مواجهة مشكلات انقطاعات في الصيف المقبل لقطاعي المياه والكهرباء، معتبراً الوضع بالنسبة لشبكات المياه في المدن والمحافظات جيد، ولن يواجه المستهلكون أية انقطاعات في خدمات الكهرباء بسبب نقص قدرات التوليد والتوزيع. وزاد: «أؤكد أننا لن نواجه انقطاعات بسبب عجز في التوليد، ولكن ما يؤرقنا الحوادث المتفرقة من قطع الكيابل في مشاريع حكومية أخرى، وهذا ما واجهناه خلال الأعوام الماضية». وأبان الحصيّن أن العمل يجري على استكمال شبكة الصرف الصحي في مدينة الرياض وتغطية 250 حياً، إضافة للأحياء الجديدة. وكرّم الوزير الحصيّن مساء أول من أمس الموظفين المتقاعدين في الوزارة، وأوضح أن هذا التكريم يأتي استمراراً لعادة سنوية تتخذها وزارته، مؤكداً أن الوزارة دائماً ما تستعين بخبرات موظفيها المتقاعدين ممن تقاعدوا باكراً أو وفق النظام، وتعتمد عليهم في مجالات استشارية عدة. وقال في كلمة وجهها للمتقاعدين: «البعض منكم كان لديه رأي أو انتقاد في مسألة ما، وكان يتردد في قولها خوفاً من معارضة رؤسائه أو معاكسة توجهات الوزارة، أنتم الآن في حل من أمركم، تقاعدتم وليس لديكم ما تخشونه، لذا أطالبكم بانتقاد ما ترون فيه مصلحة، ومكاشفتنا بآرائكم ونحن بحاجة لها فعلاً، وأنا متأكد أن لديكم الكثير لتقولوه لنا».