في الربيع، تكثر الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي الذي يعطي عاصفة من العوارض تشمل السيلان من الأنف، والعطاس المستمر، والحكة في الأنف، والحرقة والاحمرار في العينين، والتدميع المتواصل، والجفاف في الحلق، وانتفاخ الشفتين، والسعال، وصعوبة التنفس، والتعب، والإنهاك، وضعف حاسة الشم، والأرق، والقلق، وربما نوبات من الربو لدى البعض. عدا هذا، فإن المصاب بالتهاب الأنف التحسسي الربيعي قد يضطر إلى العيش منعزلاً حتى عن أفراد عائلته، بسبب هدير العوارض المذكورة والتي يعيش على وقعها كل من هو في جوار المريض. ويشخص التهاب الأنف التحسسي عادة بالاعتماد على العوارض، وعلى المعطيات التي يسفر عنها فحص الأنف من جانب الطبيب، وقد يحتاج الأمر إلى إجراء اختبار الحساسية. لكن السؤال هو: هل يمكن تمييز التهاب الأنف التحسسي الربيعي عن مرض الرشح؟ في شكل عام، إن مدة بقاء العوارض ونوعية سيلان الأنف ووجع الحلق هي التي تلعب دور الحكم بين المرضين، فمن جهة المدة فإن عوارض الرشح تستغرق عادة من أيام قليلة إلى أسبوع على الأكثر، أما مدة العوارض في التهاب الأنف التحسسي فتستمر لفترة أطول تتجاوز الأسبوعين. أما من ناحية سيلان الأنف في التهاب الأنف التحسسي، فهو يكون رقراقاً صافياً، بينما يكون مخاطياً بعض الشيء في الرشح. في المقابل، فإن وجع الحلق يكون معدوماً في التهاب الأنف التحسسي بينما يكون موجوداً في الآخر. ويعتبر غبار الطلع المتطاير من النباتات التي تزهر في الربيع المتهم الأول في التهاب الأنف التحسسي الربيعي، واللافت أن جحافل غبار الطلع تزداد سنة بعد أخرى بسبب التغيرات المناخية التي جعلت مدة موسم الحساسية أطول، وهذا بالتالي ما زاد معاناة المصابين بالمرض.