بعد الأربعاء الدامي الذي طاول مدينتي الكاظمية والصدر وحي العدل، وسقوط عشرات من المدنيين غالبيتهم من الشيعة، تعهد «الحشد الشعبي» أن يكون الرد قاسياً على هذه «العصابات الإجرامية» في جبهات القتال، والقضاء على «داعش» في المناطق التي تقع قرب بغداد وتحتضن الإرهابيين وترسل السيارات المفخخة. وواصل التنظيم هجماته أمس مستهدفاً مقراً لقوات الأمن في أبو غريب بهجوم انتحاري مزدوج أسفر عن قتل أربعة عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة عقيد، و17 عسكرياً قرب الرمادي. وقال مسؤولون في الجيش إن عناصر «داعش» قتلوا ما لا يقل عن 17 جندياً في تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة أمس في هجوم كبير على القوات الحكومية التي استعادت الرمادي غرب البلاد. وكانت الهجمات التي وقعت أمس بمثابة واحدة من أقوى الضربات التي تلقاها الجيش منذ طرده التنظيم من المدينة. وقالت المصادر إن الإرهابيين حاصروا أيضاً فوجاً عسكرياً واستولوا على جسر وقطعوا طريق إمداد رئيسياً يربط الرمادي بمنطقة الثرثار باتجاه الشمال. وأوضح ضابط أن الهجوم يهدف إلى عرقلة عملية هجومية يتوقع أن يشنها الجيش في منطقة قريبة ومن شأنها قطع طرق الإمداد التي يستخدمها الإرهابيون نحو الفلوجة. وقال آخر إن تعزيزات وصلت إلى المنطقة للمساعدة في طردهم خارج المنازل التي اتخذوها مواقع. وطرد التنظيم من بلدات ومدن رئيسية كان استولى عليها عام 2014 ولجأ على نحو متزايد لأسلوب حرب العصابات في المناطق المدنية الخاضعة للسيطرة الشكلية للحكومة العراقية. وقال القائد في «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه: «ثأراً لأرواح الشهداء في تفجيرات بغداد التي راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح، تجدد قوات الحشد عزمها على القضاء على فلول داعش، ودك كل وكر للإرهاب قريب من العاصمة الحبيبة بغداد»، وتوعد بأن «الرد سيكون قاسياً على هذه العصابات الإجرامية في جبهات القتال والقضاء على داعش في المناطق التي تقع قرب العاصمة والتي ترسل السيارات المفخخة والانتحاريين». وأضاف: «نعدكم ونحن نشاهد الصور المؤلمة لأطفالنا ونسائنا وشبابنا وشيبنا وجثامينهم الطاهرة ممزقة على الأرض، بأن لا تغفو للحشد عين حتى تُصان كل المدن العراقية، وإن غداً لناظره قريب». إلى ذلك، أعلن ضابط في الشرطة أن «أربعة من عناصر الشرطة ومعتقلاً قتلوا وأصيب 14 بينهم ثلاثة معتقلين في هجوم انتحاري مزدوج بأحزمة ناسفة». وأضاف أن «الهجوم وقع في ساعة مبكرة على مركز شرطة الانتصار في ناحية أبوغريب» على بعد 20 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. وأوضح أن «الانتحاريين فجرا نفسيهما داخل المقر بعد اقتحامه خلال اشتباك بين مسلحين مع حراس المقر». وجاء في بيان للتنظيم الإرهابي على موقع جهادي: «اقتحم انغماسيان من جنود الخلافة مركز شرطة الزيدان واشتبكا مع حراس المبنى قبل أن يفجر الانغماسي الأول حزامه في جمع من المرتدين». وتابع: «تمكن الانغماسي الآخر من السيطرة على المبنى بالكامل وبعد وصول قوة إسناد من الجيش والحشد الرافضيين (الشيعة) تصدى لهم فارسنا وقتل عدداً منهم قبل أن يفجر حزامه الناسف». وأكد العقيد في الشرطة «مقتل ضابط برتبة عقيد هو مدير مركز شرطة الانتصار، وإصابة ضابط آخر برتبة ملازم أول بجروح جراء الهجوم» من جهة أخرى، دانت السفارة الأميركية في بغداد «بشدة الهجمات الإرهابية الوحشية التي وقعت الأربعاء وأودت بحياة العشرات وإصابة المئات». واعتبرت «الموجة الأخيرة من الهجمات التي نفذها داعش تذكيراً بالخطر القائم الذي يشكله هذا التنظيم على الجميع»، وحضت «القادة العراقيين من كل الأطراف على العمل معاً لحل الخلافات بشكل سريع من اجل استمرار التقدم المحرز في هزيمة داعش». وشددت الجامعة العربية على «ضرورة أن تسارع القوى السياسية العراقية إلى إنهاء خلافاتها للحيلولة دون إثارة الفتن الطائفية التي يسعى داعش لإشعالها في البلاد». وحمّل مواطنون من مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية الكتل السياسية مسؤولية الهجمات التي شهدتها المدن، وقال عدد منهم إن «الهجوم رد على التظاهرات التي ينظمها الصدريون للمطالبة بمحاسبة المسؤولين الفاسدين وتشكيل حكومة تكنوقراط». ونظم المئات في مدينة الصدر تظاهرة استنكاراً للتفجيرات ورفعوا شعارات تنتقد الكتل السياسية كما طالبوا بعزل القادة الأمنيين المنتمين للأحزاب المتنفذة .