نجحت أمس الضغوط الدولية ومساعي الحكومة الكويتية ومبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في دفع المشاورات اليمنية خطوة إلى الأمام بعد تعثرها في اليومين الأخيرين بسبب تصاعد الخلاف بين الوفد الحكومي ووفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح حول جدول الأعمال وإجراءات بناء الثقة والخروق المستمرة للهدنة في مختلف الجبهات. وبالرغم من الجهود المبذولة لانجاح مشاورات الكويت استمر الحوثيون في خرق الهدنة على مختلف الجبهات وكان ابرز خروقاتهم أمس اطلاقهم صاروخاً بالستياً من الاراضي اليمنية باتجاه السعودية اعترضته قوات الدفاع الجوي الملكي السعودية فجر أمس. وقالت قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن في بيان أمس بثته وكالة الأنباء السعودية إن الدفاعات السعودية دمرت الصاروخ من دون أية أضرار، كما بادرت في الحال الى تدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية. وأوضحت القيادة في بيانها «أنها ترى إطلاق الصاروخ في هذا التوقيت تصعيداً خطراً من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع، في وقت يسعى فيه التحالف للتعاون مع المجتمع الدولي لإدامة حال التهدئة وإنجاح مشاورات الكويت». وأضافت قيادة التحالف أنه استجابة لرغبة الحكومة اليمنية، فإنها (القيادة) تعلن استمرارها في الحفاظ على حال التهدئة، وتؤكد في الوقت نفسه احتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين وبما يتطلبه الموقف، في حال تكرار مثل هذه الخروقات، كما أن قيادة التحالف تطلب من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه مماطلات وسلوك الميليشيات الحوثية التي تهدف إلى إدامة حال الفوضى في اليمن، وتعطل جميع الجهود الرامية لإعادة الأمن إليه. وأفادت مصادر مطلعة على سير العملية التفاوضية ل «الحياة» بأن الوفدين المتفاوضين وافقا أمس على استئناف عقد جلسات اللجان الفرعية الثلاث المؤلفة من أعضاء الوفدين لمناقشة الجانب الأمني والعسكري، والشق السياسي، وملف الأسرى والمعتقلين، في ظل مخاوف من ظهور عراقيل جديدة أمام سير المشاورات التي لا زالت تراوح مكانها منذ بدئها قبل ثلاثة أسابيع. وكان وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد الحكومي المفاوض عبد الملك المخلافي أكد في تغريدات على «تويتر» عدم إحراز أي تقدم في سير المباحثات، وقال «من أجل السلام قبلنا كل ما تقدم لنا من مقترحات». وأضاف: «بعد ثلاثة أسابيع ليس في يدنا إلا قبض ريح بسبب تراجع الطرف الآخر عن كل ما يلتزمون به»، في إشارة إلى وفد الحوثيين وصالح. وشدد المبعوث الأممي ولد الشيخ في بيان أمس «على أهمية تقديم التنازلات لبلوغ حل سلمي شامل ومتكامل»، وقال: «يجب على المشاركين في مفاوضات الكويت أن يعكسوا تطلعات الشعب اليمني»، مؤكداً أن «العملية التفاوضية دقيقة وتستغرق وقتاً، كونها تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ملزم على القضايا الخلافية كافة حتى يكون الحل شاملاً وكاملاً». وجاءت تصريحات المبعوث الأممي بعد لقاءات منفصلة أجراها مع الوفدين المفاوضين لتذليل العراقيل وتقريب الخلاف بين الجانبين، في حين كشفت مصادر قريبة من الوفد الحكومي أن أعضاء الوفد التقوا سفراء الدول ال18 الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، كما التقى وفد الحوثيين وصالح من جهتهم وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الأحمد الصباح، في سياق المساعي الكويتية المستمرة لدفع مشاورات السلام نحو النجاح. وكشفت المصادر أن الوفد الحكومي ناقش مع ولد الشيخ عدداً من القضايا، من بينها ضرورة تثبيت النقاشات التي يتفق في شأنها لضمان عدم الانقلاب عليها، وكذلك تحديد أفكار وسقف زمني للمشاورات إلى جانب التأكيد على أهمية «التقدم في إجراءات بناء الثقة» وخاصة ما يتعلق بإطلاق المعتقلين وتثبيت حقيقي لوقف إطلاق النار عبر تفعيل لجان التهدئة المحلية. في غضون ذلك، استمرت خروق الهدنة في جبهات تعز ونهم ومأرب والجوف، كما قصف طيران التحالف موقعاً عسكرياً للحوثيين في منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، وأفادت مصادر عسكرية بأن الموقع تابع للواء «العمالقة» الذي اقتحمه مسلحو الجماعة قبل أيام وسيطروا على أسلحته. وفي محافظة تعز، اتهم الناطق باسم المجلس العسكري العقيد الركن منصور الحساني، في تصريح بثه على صفحته الرسمية على «فايسبوك»، ميليشيا الحوثيين وصالح بمواصلة خرق الهدنة، من خلال الهجمات والقصف على مواقع الجيش والمقاومة. وقال إن المليشيات «واصلت قصفها على موقع الدفاع الجوي، ومعسكر المطار التابع للواء 35، ومحيط السجن المركزي ومواقع المقاومة في جبهة الضباب وقرى ومناطق جبل حبشي، ومواقع المقاومة في جبهة الشقب وعلى جبهة حيفان، إضافة إلى مهاجمتها مواقع المقاومة في الوازعية ومناطق الجبهة الشرقية في مناطق ثعبات وصبر». وأضاف الحساني أن قوات الجيش والمقاومة ردت على الخروق ما أسفر عن مقتل خمسة حوثيين وجرح 15 آخرين، مقابل سقوط قتيل واحد في صفوف قوات الجيش والمقاومة.