استيقظ سكان قطاع غزة مجدداً أمس على دوي انفجارات، مع استمرار التوتر في منطقة الحدود بين القطاع وإسرائيل لليوم الرابع على التوالي، رغم تأكيد كل من الطرفين عزمه على تفادي التصعيد. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات «أف-16» حربية شنت غارتين على موقعين لحركة «حماس» رداً على إطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية. وبحسب مصادر أمنية فلسطينية وشهود، فإن الغارتين اللتين استهدفتا موقعين في خانيونس جنوب قطاع غزة، أحدهما تابع ل «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، لم تسفرا عن إصابات. وأضاف أن «طائرات الاحتلال أغارت بصواريخ على منطقتين خاليتين قرب مصنعين للطوب في منطقتي الزنة والفخاري في خانيونس، ما اسفر عن وقوع أضرار في المصنعين، ولم تقع إصابات». وأكد شهود فلسطينيون أن مقاتلين أطلقوا قذيفتي هاون باتجاه موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي شرق خانيونس، من دون أن يتبنى أي فصيل فلسطيني هذا القصف. غير أن ناطقاً عسكرياً إسرائيلياً أكد أن «حماس يجب أن تحاسب» على عمليات إطلاق القذائف هذه. إلى ذلك، شهد ليل الجمعة - السبت مأساة جديدة مع وفاة ثلاثة أطفال فلسطينيين في حريق اندلع في منزلهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بسبب شمعة للإنارة في ظل انقطاع التيار الكهربائي، كما أفاد الدفاع المدني ومصدر طبي. وتبادلت الحكومة الفلسطينية في رام الله و «حماس» في قطاع غزة الاتهامات بالمسؤولية عن وفاة أطفال عائلة الهندي. واتهم الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم السلطة بالمسؤولية، وقال في بيان عبر موقع الحركة، إن «جريمة إحراق أطفال لعنة تواجه محاصري غزة، وفي وجه من يعيق حل أزمة الكهرباء، ويفرض الضرائب على الوقود الخاص بمحطة الكهرباء». وأضاف «هذه الجريمة دليل متجدد على أن مليوني فلسطيني في غزة محرومون من حق المواطنة وأبسط حقوق الإنسان من سلطة عباس وحكومته الظالمة». وجاء الرد من الحكومة الفلسطينية التي اعتبر الناطق باسمها في رام الله يوسف المحمود، أن «مأساة أطفال غزة هي مأساة الشعب الفلسطيني بأكمله... لكن الذين يتحملون المسؤولية معروفون لدى أبناء شعبنا كافة وهم الذين عملوا ويعملون على عرقلة عمل حكومة الوفاق الوطني ومواصلة خطف قطاع غزة»، في إشارة إلى «حماس». ودان البيان «التصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين في حماس، والتي تتهم الحكومة والقيادة وتحملهما مسؤولية مقامرتها». وكان مصدر طبي في قطاع غزة قال: «وصلت إلى مستشفى الشفاء جثث متفحمة لثلاثة أطفال هم رهف ويسرا وناصر محمد الهندي تراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات، كما أصيب آخران من العائلة نفسها بسبب حريق في منزلهم». ومنذ تعرض محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع للقصف الإسرائيلي حرب عام 2008، يواجه قطاع غزة أزمة حادة في التيار الكهربائي. وبسبب أزمة الكهرباء المتفاقمة، تكررت حوادث الحريق في قطاع غزة الناتجة من استخدام الشموع للإنارة والتي أسفرت عن وقوع ضحايا مرات عدة، وفق الدفاع المدني.