بقدر ما أجدني متعاطفاً مع المنتخب الانكليزي في نهائيات كأس العالم، لأسباب من أولها متابعتي للدوري الانكليزي الذي أعتبره ومثلي كثيرون، أفضل دوري كرة قدم في العالم، والسبب الثاني يتعلق بالمدرب الايطالي كابيلو الذي أحدث تغييراً ملحوظاً في الكرة الانكليزية على مستوى المنتخب منذ أن تولى الإشراف الفني عليه. لكن لاعباً واحداً في المنتخب الانكليزي يظهر علناً عداءه المستمر للعرب، وأعني واين روني، فعلى رغم أنه مهاجم يصنف من أفضل مهاجمي اللعبة على مستوى العالم، إلاّ أن تصرفاته وفكره، وغطرسته، تجعلنا نبادله عداء بمثله، أو كما يقول المعلق القطري الكبير يوسف سيف لا يسجل روني!. لقد قال روني قبل أكثر من ثلاثة أعوام إنه لا يفتخر بأن أحداً من العرب يشجعه، أو يشجع فريقه مان يونايتد، وعاد قبل مباراتهم أمام منتخبنا العربي - الجزائر - في الجولة الثانية من مجموعتهما في كأس العالم: «لو لعبنا بأسوأ مستوى سنفوز على الجزائر...!»، والحمد لله أن منتخبه لم يفز، ولم يتمكن من التفوق علينا في المباراة، بل إننا كنا الأفضل في معظم فترات المباراة، وأضعنا فرصاً عدة، وأجبر أبناء الشيخ رابح سعدان، هداف المنتخب الانكليزي على التراجع إلى الدفاع وشدّ قميص أحد الأبطال داخل الصندوق، وهذا تأكيد على أننا كنا نهاجم وروني ورفاقه يدافعون عن مرماهم...! ومع ذلك سيبقى المنتخب الانكليزي واحداً من أكبر المنتخبات، وحظوظه للفوز بكأس العالم الحالية ستبقى قائمة لو نجح في تجاوز منتخب سلوفينيا في الجولة الأخيرة، وإن ظهر بصورة مخيبة للآمال في الجولتين الماضيتين، لكننا لن نتعاطف معه على حساب ممثل العرب المنتخب الجزائري. ولذلك أحسن الاتحاد الدولي «فيفا» صنعاً وعملاً، عندما قرر مراقبة مباريات الجولة الثالثة والأخيرة والتي اعتبرها بحسب بيانه - مباريات ذات خطورة عالية - بهدف كشف أي تلاعب في نتائجها، حيث أوعز لمؤسسة تدعى نظام الإنذار المبكر مهمة مراقبة جميع مباريات البطولة للكشف عن أي أنماط مراهنات غير مألوفة...! والحقيقة أننا - نحن العرب - لنا قصة مع نهائيات كأس عالم ماضية في قضية التلاعب بنتائج المباريات، حيث تضررنا كثيراً من عمليات «الاتفاقيات الثنائية» لبعض المنتخبات الأوروبية لإسقاط منتخب عربي، وهذا مالا نتمناه هذه المرة لمنتخبنا العربي الوحيد في هذه البطولة...! وفي رأيي بأن فرصة «الخضر»، أو محاربي الصحراء - أبناء سعدان - باتت قريبة المنال، وكل ما تتطلبه هو الفوز على المنتخب الأميركي في المباراة المقبلة، بشرط أن نواجهه بنفس الروح والأسلوب الذي واجهنا به الانكليز في المباراة السابقة، مع أهمية وجود غزال منذ بداية المباراة...! لنفكر أولاً في الفوز بأكثر من هدفين، ولا أرى ذلك صعباً أو مستحيلاً، إذا دخل المنتخب الجزائري بذات العزيمة والإصرار، وإن تحقق - إن شاء الله - فإن بطاقة التأهل ستكون قريبة منا، على اعتبار أن سلوفينيا ستواجه منتخباً لن يرضى بالخسارة، وهو المنتخب الانكليزي، قولوا يارب تفوز الجزائر وتتأهل. [email protected]