مثلما شهدت الفترة الماضية هجوماً من الصحافيين على الفضائيات للعمل كمقدمي برامج ورؤساء تحرير أو معدّين لبرامج الحوار، تشهد الدراما التلفزيونية لعام 2010 إقبالاً من هؤلاء، سواء على صعيد كتابة القصة ام كتابة السيناريو والحوار. ومن أبرز هذه الأعمال مسلسل «بفعل فاعل» الذي يصور حالياً عن قصة للكاتبة منى رجب وسيناريو وحوار مصطفى إبراهيم وبطولة تيسير فهمي ويوسف شعبان وغسان مطر وياسر جلال ومها نصار وإخراج تيسير عبود. وبعدما قدم بلال فضل تجربته التلفزيونية الأولى في رمضان قبل الماضي من خلال مسلسل «هيما» لأحمد رزق وعبلة كامل، كتب هذا العام القصة والسيناريو والحوار لمسلسل «أهل كايرو» لخالد الصاوي ورانيا يوسف وإخراج محمد علي. ويواصل محمد الغيطي حضوره من خلال مسلسلين كتب لهما القصة والسيناريو والحوار. الأول «منتهى العشق» لمصطفى قمر وديانا كرازون ورانيا محمود ياسين وإخراج محمد النجار، والثاني «الضاحك الباكي» عن حياة نجيب الريحاني للسوري عابد فهد وعبير صبري وإخراج محمد أبو سيف. ويتعاون حازم الحديدي للعام الثاني على التوالي مع الفنانة ليلى علوي من خلال مسلسل «بنت العاشرة» من إخراج سميح النقاش بعدما قدم معها العام الماضي «هالة والمستخبي». ويصوّر حالياً مسلسل «مذكرات سيئة السمعة» في أول تجربة لمحمد مسعود وبطولة سوزان نجم الدين وخالد زكي ولوسي وسلوى خطاب وإخراج خالد بهجت. كما يصور مسلسل «إلا أمي» من تأليف الصحافي ضياء دندش وإخراج ياسر زايد وبطولة بوسي وصابرين وخالد زكي وجيهان قمري. وتدور قريباً كاميرا مسلسل «طلبة هريدي» للكاتب عمرو عبدالسميع عن سيناريو وحوار محمد الباسوسي وإخراج علي عبدالخالق، ورشح لبطولته محمد رجب ونيكول سابا وعلا غانم وهنا شيحة وأحمد راتب، علماً أنه قدم لعبدالسميع في رمضان الماضي مسلسل «الأشرار» لمجدي كامل وحسن حسني ولقاء الخميسي. وفي الوقت الذي تأجل تصوير مسلسل «البرنسيسة والأفندي» لنيكول سابا ومجدي كامل عن قصة للكاتب صلاح عيسى، يجري التحضير لتصوير مسلسل «محمد رسول الله» من تأليف الكاتب سمير الجمل وتشارك في بطولته مجموعة من النجوم العرب. كما تمت الموافقة على تصوير مسلسل «باب التوفيق» عن قصة الكاتب محمد سلماوي وسيناريو وحوار الصحافي منتصر جابر. وعن هذه الظاهرة يستعين المؤلف مدحت عبدالقادر بالمثل الشعبي «اعطي العيش لخبازه ولو أكل ثلاثة أرباعه». ويقول: «لو طبقنا هذا المثل على مجال الكتابة الدرامية نجد أن الأمر أصبح يعتمد على أشياء أخرى غير الموهبة التي تثقلها الدراسة الأكاديمية. فلماذا يتجه بعض صغار الممثلين والصحافيين إلى التأليف؟ هل هبطت عليهم تلك الموهبة فجأة؟ أم أن الأمر أصبح مصدر دخل كبيراً في زمن المادة المتوحش؟ ويضيف: «الصحافي، مثلاً، مهما كسب من عمله الصحافي، فلن يقاس ذلك بما يحصل عليه من أجر عن عمل درامي بصرف النظر عن إجادته الكتابة أم لا؟ فهو بعلاقاته مع المسؤولين بحكم موقعه يتيسر له ما يتعذر على كثيرين من المبدعين أصحاب المواهب الحقيقية، وأحياناً يستغل قلمه عمداً أو عن قصد بالإساءة صحافياً إلى بعضهم، فيضطرون إلى إيقاف ذلك الهجوم بقبول عمله الرديء الذي يحصل على الموافقة بسرعة الصاروخ، وأحياناً تأتي الموافقة على النص من دون حتى أن يعرض على الرقابة المنوط بها قراءة النصوص». وأشار عبدالقادر الى أحد الصحافيين الذي كان يهاجم الفنانين والمسؤولين عن الإنتاج الدرامي في ما يكتبه، وأصبح فجأة مؤلفاً تفتح لنصوصه الرديئة الأبواب المغلقة. ولا يتفق الصحافي سمير الجمل الذي كتب القصة والسيناريو والحوار لعدد من المسلسلات من بينها «النهر والتماسيح» و «مشوار» و «الغالب والمغلوب» و «لعبة القرية» مع هذا الكلام بالكامل. ويرى أن مهنة الصحافي الأساسية هي الكتابة، وانه يمكن أن يكون مكسباً للدراما والأدب والشعر حين يتجه إليها كما حدث مع كامل الشناوي وطه حسين ونجيب محفوظ وفتحي غانم وموسى صبري وإحسان عبدالقدوس الذين عملوا كصحافيين ورؤساء تحرير في الكثير من الصحف والمجلات». ويؤكد الجمل أن «العبرة في ما يكتب ويراه الجمهور في النهاية»، «وليس كل ما يكتب للصحافة يصلح للدراما والعكس»، ولا يخفي أن بعض الصحافيين اتجهوا إلى الدراما كنوع من الغيرة من زملاء سبقوهم إلى هذا المجال، أو لتحقيق مكاسب مادية أكثر.