اتهم الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف «جهات خارجية» بالوقوف وراء موجة أعمال العنف العرقي التي اجتاحت جنوب قرغيزستان الأسبوع الماضي وخلفت حوالى ألفي قتيل و300 ألف مشرّد، بهدف جرّ بلاده إلى نزاع مع البلد الجار، فيما كشفت السلطات القيرغيزية اعتقالها حوالى 20 متورطاً بالمواجهات بعضهم من جنسيات أجنبية لم تحددها. وشدد كريموف على انه لا يمكن النظر إلى الأحداث الدامية في قرغيزستان باعتبارها نزاعاً عرقياً، «لأن لا أسباب تدفع القيرغيزيين والأوزبك إلى المواجهة»، محذراً من خطأ تحميل الأوزبك أو القيرغيزيين مسؤولية ما حصل، «فالأكيد أن طرفاً ثالثاً خارجياً دبرها من أجل جرّ أوزبكستان إلى نزاع مع قرغيزستان». وفيما اتهمت منظمات دولية منظمي أعمال العنف بتعمّد استهداف مناطق تقطنها غالبية أوزبكية، ما شكل أسوأ اعتداءات عرقية تشهدها المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، أكد كريموف أن أوزبكستان «لم ولن تتدخل أبداً في نزاعات على أراضي بلدان مجاورة». وغداة زيارته أوزبكستان أمس، انتزع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون آسيا الوسطى والجنوبية روبرت بلايك من السلطات القيرغيزية في بشكيك وعداً بالتحقيق في الاضطرابات. وقال :»من الضروري إجراء تحقيق دولي موازٍ لمنع هذا النوع من أعمال العنف في المستقبل، وضمان عودة اللاجئين والمواطنين النازحين داخل البلاد»، مؤكداً أن واشنطن لا تعتزم إرسال قوات لحفظ السلام إلى قرغيزستان، فيما ستقدّم مساعدات إنسانية بقيمة 32 مليون دولار إلى ضحايا الاضطرابات، علماً أن الأممالمتحدة وجهت أول من أمس نداءً إلى الدول المانحة لجمع 71 مليون دولار في شكل عاجل لتقديم مساعدات إنسانية. إلى ذلك، فتحت السلطات القيرغيزية نحو 90 ملفاً جنائياً في إطار التحقيقات التي تجريها لكشف ملابسات الأحداث الدموية وتحديد هوية المتورطين. وأشارت مصادر أمنية إلى وجود حوالى 20 معتقلاً بعضهم من جنسيات أجنبية، وبينهم قناصة استهدفت نيرانهم مواطنين من أصول أوزبكية. ووصلت إلى قرغيزستان أمس طائرات روسية تحمل مساعدات إنسانية، في حين تستعد الإمارات العربية لإرسال قافلة مساعدات لتخفيف معاناة النازحين الذين لجأ عدد كبير منهم إلى الحدود مع اوزبكستان. على صعيد آخر، أكد ميروسلاف ينتشا، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في آسيا الوسطى، أن رئيسة الحكومة القرغيزية الموقتة روزا أوتونبايفا طلبت من روسيا المساعدة في ضمان أمن المنشآت الاستراتيجية في بلادها مثل السدود والمطارات، مشيراً إلى أن موسكو تدرس «بتفهم» طلب قرغيزستان. وفي بريطانيا، كررت السلطات رفضها الاستجابة لطلب قيرغيزستان تسليم مكسيم باكييف، نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف، إلى بشكيك، معلنة أن ماكسيم حصل على حق اللجوء الموقت في بريطانيا. ودعت الحكومة القيرغيزية أول من أمس، واشنطن إلى مساعدتها في اعتقال مكسيم، وتقديمه إلى القضاء، بعدما كان وصل إلى لندن على متن طائرة خاصة الأحد الماضي، وسلّم نفسه إلى السلطات طالباً منحه حق اللجوء.