تقدم الفنانة اليمنية الشابة بلقيس كافي تجربة فنية فريدة ومتنوعة من خلال مزج عدد من ألوان الإبداع البصري. فهي تجيد رسم لوحات «الاكريليك» والرسم بأقلام الرصاص والحبر والرسم على الخشب والرسم بنظام الكشط، إضافة إلى مساهماتها في تصاميم الغرافيكس التي تأخذ طابعاً يمنياً فريداً. تقول بلقيس ل «الحياة» إنها تعشق الاحتفاظ بالأشياء الصغيرة التي تبدو غير ذات قيمة للوهلة الأولى، لتحولها في ما بعد إلى اشكال جمالية خلابة، من خلال مزج هوايتها في اعادة التدوير بفن التصوير الفوتوغرافي. وتلفت إلى أن بداياتها كانت تقليدية تشبه غيرها من الفنانين الذين بدأ انجذابهم الفني من خلال التعلق ببعض الأعمال الفنية التي حاولت تقليدها. وهو التقليد الذي تحول في ما بعد إلى رغبة في تعلم الفن التشكيلي وكل ما يرتبط به من خلال تصفح مواقع الإنترنت التي تقدم دروساً في هذا المجال، والتي قالت إنها ساعدتها على الاطلاع وتطوير مهاراتها في الرسم والغرافيكس والتصوير الفوتوغرافي. «كنت شغوفة بمعرفة أنواع الفنون ومتابعة كل جديد ومحاولة الخروج عن المألوف وإضافة أفكار جديدة وغير متوقعة في التصميم أو في لوحاتي من أهم أهدافي»، تقول كافي. ولكنها لا تنتمي إلى أي مدرسة فنية بعينها، معللة ذلك بحبها للتنوع الفني والسعي للمزج ما بين المدارس المختلفة والابتعاد عن الروتين، على رغم انحيازها إلى المدرسة التجريدية كما يبدو في كثير من أعمالها. وهي لا تخفي تأثرها إلى حد كبير بالمشهد الفني اليمني في بداياتها الأولى وإعجابها بأعمال الفنان التشكيلي اليمني ياسين غالب الذي تقول إنه حضها على المضي قدماً في تنمية موهبتها الفنية والاستمرار في محاولات انتاج أنواع مبتكرة من الفن الذي لا تحده قوانين، بل يشكل التمرد على القوالب أبرز مقومات نجاحه. وعن أبرز مراحل تجربتها تقول إنها بدأت المشاركة الفعلية في المشهد الفني قبل أكثر من ثلاث سنوات، فشاركت في العديد من المعارض الفنية. استطاعت بلقيس كافي أن تصنع بصمتها الخاصة وأسلوبها المميز الذي برز من خلال تصاميمها الغرافيكية التي تجمع بين الرسم والتصوير واستخدام التقنيات الحديثة في تطويع نماذج التراث الشعبي اليمني، وذلك من خلال «الكولاج» باستخدام برامج التصميم بحيث تجمع أكثر من صورة لتكوين شكل ابداعي، كإبراز جماليات الزي الشعبي اليمني بواسطة أنواع من الأقمشة التراثية ودمجها في شكل وجه. وبرعت كافي في فن آخر مبتكر يتمثل في المزج بين إعادة التدوير والتصوير الفوتوغرافي. وعن هذه التجربة تقول: «إعادة التدوير هي فن تحويل النفايات أو المهملات والأغراض المستخدمة الى أعمال فنية، وهو أمر يهدف في إحدى مزاياه الظاهرة والمباشرة إلى المساهمة في الحفاظ على البيئة، إضافة إلى محاولة صنع تكوين فني للشكل ومن ثم التقاط صورة احترافية تُبرز جمال الأداة المستخدمة وتعطيها أبعاداً أخرى».