هاج اليمين الإسرائيلي أمس، غاضباً بعد تحذير نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللواء يائير غولان المجتمع الإسرائيلي من «نشوء ظواهر شبيهة إلى درجة كبيرة بظواهر شهدتها أوروبا، خصوصاً ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية (صعود النازية إلى الحكم)». وكان غولان ألقى خطاباً لمناسبة إحياء إسرائيل ذكرى ضحايا المحرقة النازية مساء أول من أمس، قال فيه إن «أكثر ما يخيفني في هذه الذكرى هو أن أرى في المجتمع الإسرائيلي سيرورات تهز البدن وتدب الرعب كتلك التي حصلت في أوروبا، وتحديداً ألمانيا قبل 70 - 90 عاماً، وأن نرى لها وجوداً بيننا عام 2016»، في انتقاد شديد إلى تأييد غالبية الإسرائيليين للجندي الإسرائيلي إلؤور أزاريا الذي أطلق النار بدم بارد على رأس الفلسطيني عبدالفتاح الشريف (21 عاماً) من الخليل وهو مصاب لا حول له ولا قوة. وأضاف: «يجب أن تدفعنا الكارثة إلى التفكير المعمق في شأن مسؤولية المستوى السياسي ونوعية المجتمع، ونحو تفكير أساسي وجذري في كيفية تصرفنا مع الأغيار، مع الآخر، لأن أسهل الأمور أن نكره الآخر وأن نزرع الخوف في النفوس... أسهل الأمور أن نتصرف كالبهائم». ودعا الإسرائيليين إلى «مراجعة الضمير القومي، والبحث معاً كيف يمكن أن نقتلع من بيننا براعم انعدام التسامح والعنف والتدمير الذاتي والتدهور الأخلاقي، وكيف نعمل من أجل تعميق السلام، وهكذا يكون أفضل تخليد لضحايا الكارثة». وأردف أن «عظَمَة الجيش تبدّت دائماً في قدرته على الاستفادة من العبر في كل مرة لم نحافظ فيها على طهارة السلاح». وقوبل الخطاب بانتقادات اليمين الذي اتهم أقطابه الرجل الثاني في الجيش بأنه يقارن الجنود الإسرائيليين بالنازيين. وطالبه زعيم «البيت اليهودي» الوزير نفتالي بينيت بتصحيح أقواله «قبل أن يستخدمها منكرو المحرقة، وقبل أن تتم مقارنة جنودنا بالنازيين». كما قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية إيليت شاكيد من حزب «البيت اليهودي» على القناة العاشرة، إن «تصريحاته (غولان) تشهد أساساً على افتقار للفهم وعلى الجهل والتقليل من شأن المحارق». واضطرت عاصفة ردود الفعل غولان إلى إصدار بيان من خلال الناطق باسم الجيش نفى فيه أن يكون عنى في أقواله مساواة الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل بما حصل في ألمانيا قبل 70 عاماً، مشدداً على أن «الجيش هو أخلاقي يحافظ على طهارة السلاح وكرامة الفرد». وسارع وزير الدفاع موشيه يعالون إلى الإعلان أنه يثق تماماً بنائب قائد الجيش، وأن التهجم عليه نجم عن تفسير مشوه لأقواله، «في محاولة للنيل سياسياً من الجيش وضباطه الكبار». وأضاف أن وظيفة القيادي العسكري لا تقتصر على قيادة الجنود إلى ساحات المعارك، «إنما رسم الطريق والقيَم لجنوده بمساعدة البوصلة والأخلاق». من جهة أخرى، اعتبر رئيس «المعسكر الصهيوني» المعارض إسحق هرتسوغ أقوال غولان «جريئة لقائد عسكري جريء دعا إلى مراجعة مع الذات». وقال النائب من حزبه نحمان شاي، إن أقوال غولان «تضمنت تحليلاً محزناً، لكنه حقيقي حيال المزاج العام السائد في المجتمع الإسرائيلي الذي انعكس أيضاً في عمليات عسكرية». وأضاف أنه ينبغي على سدنة الدولة النظر إلى الواقع بجرأة من أجل تحسينه.