واشنطن، بكين، شنغهاي - رويترز، يو بي أي - حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما زعماء مجموعة العشرين من احتمال انهيار التعافي الاقتصادي العالمي بسبب تنامي الانقسامات حول مسائل تعهدوا حلّها معاً قبل سنة، في وقتٍ ارتفع سعر اليوان الصيني قبل عقد القمة. وحصلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس على رسالة وجهها أوباما إلى زعماء قمة مجموعة ال20، مع اقتراب عقد قمتهم المقبلة في كندا. وتذكر الرسالة لائحة من الاختلافات بين الدول الأعضاء في المجموعة، بما فيها تقويم العملة الصينية واقتطاع أوروبا في شكل مفاجئ وحاد للموازنة. وقال أوباما في رسالته: «نحن نجتمع في وقت يتجدد التحدي للاقتصاد العالمي». ودعا المجموعة، التي تضم الصين والهند وكبرى الدول الأوروبية، إلى «إعادة تأكيد هدف الوحدة في وقت لا تزال نقاط الضعف الكبيرة» مستمرة في اقتصادات عدة من الدول الأعضاء. وقال إن «التعافي الاقتصادي القومي والمستدام يتطلب أن يُبنى على طلب عالمي متوازن، ولكن نقاط الضعف الكبيرة لا تزال في اقتصادات الدول ال20، وأنا قلق من الطلب الضعيف في القطاع الخاص واستمرار الاعتماد الكبير على الصادرات من جانب دول لديها أساساً، فائض خارجي ضخمٌ». وأضاف أن «قدرتنا على إنجاز تعاف عالمي يدوم، تعتمد على قدرتنا في إنجاز نمو في الطلب العالمي يتفادى غياب التوازنات التي حصلت سابقاً، وعلى القادة والحكومات أن تقرر كيف تحقق هذا الهدف. ويجب، في بعض الدول، أن تساعد شبكات السلامة الاجتماعية على تعزيز معدلات الاستهلاك المنخفضة، وأن تقوي الإصلاحات في سوق الإنتاج واليد العاملة الاستهلاك والاستثمار في دولٍ أخرى». وأعرب الرئيس الأميركي عن ضرورة التزام المجموعة «بالتعديلات المالية التي تساهم في استقرار معدلات الدين في مقابل الناتج المحلي عند معدلات مناسبة في المدى المتوسط، وأنا ملتزم بالاستدامة المالية في الولاياتالمتحدة، وأظن أن على دول مجموعة ال20 أن تضع خططاً ذات صدقية وصديقة للنمو لتأمين تمويلات عامة مستدامة». وشدد أوباما على أن الولاياتالمتحدة «ستستمر في الإجراءات التي تدعم التعافي، ومن المهم أن تثبت مجموعة ال20 تصميمها بالعمل جماعياً لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه الاقتصاد العالمي». اليوان المستقر... يرتفع من جهةٍ أخرى، طلبت الصين من بقية العالم أمس، عدم التدخل في أسلوبها في إدارة عملتها «اليوان»، واعتبرت سعر الصرف مسألة سيادية، لها الحق وحدها أن تقرّر في شأنها. وتتعرض بكين لضغوط من واشنطن بالتحديد لترك عملتها ترتفع بما يساعد في خفض العجز التجاري الأميركي الضخم مع الصين، وتتوقع الأسواق أن تُثار المسألة في قمة كندا. لكن مسؤولين كباراً رفضوا الفكرة. وقال نائب وزير الخارجية، المسؤول عن التحضير للقمة سوي تيانكاي للصحافيين: «هذه عملة الصين، لا أعتقد أنه يتعين بحث أمرها على المستوى الدولي». وأبقت الصين على اليوان مستقراً عند نحو 6.83 للدولار على مدى العامين الماضيين لمساعدة صادراتها في التغلب على آثار أزمة المال العالمية. وتعتقد اقتصادات عالمية أن عملة الصين مقومة بأقل سعرها الحقيقي بنحو 40 في المئة. وارتفع أمس سعر اليوان الصيني في سوق شانغهاي (هونغ كونغ) إلى أعلى مستوياته في شهر أمام الدولار في التعاملات الخارجية الآجلة، إذ راهن مستثمرون على أن الصين ستذعن في نهاية الأمر لضغوط متزايدة لترك عملتها ترتفع. وقال متعاملون انهم يتوقعون أن تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً اكبر على الصين في قمة كندا، ما دفع المستثمرين الى الرهان على يوان أقوى بخاصة في فترة ستة اشهر أو سنة. وأوضح متعاملون في هونغ كونغ وسنغافورة أن صناديق التحوط وبنوك الاستثمار الأميركية ومنها «غولدمان ساكس» قادت عمليات شراء اليوان في التعاملات المبكرة. وانخفض الدولار أمام اليوان في عقود لستة شهور إلى 6.75 أدنى مستوى في شهر، ما يشير إلى أن المستثمرين يراهنون على ارتفاع اليوان 1.15 في المئة خلال المدة المشار إليها.