شهدت الندوة الدولية «النقد الأدبي والواقع الثقافي» إعلان عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس عن إطلاق ملتقى القاهرة الأول للدراسات النقدية ليقف الى جانب ملتقيات الرواية، والشعر، والقصة القصيرة، وليشكل إضافة جديدة إلى أنشطة المجلس العربية والدولية، وأن تصاحب هذا الملتقى جائزة القاهرة للدراسات النقدية، إضافة إلى إصدار مجلة «ياء» الإلكترونية، وهي مجلة مُحكمة تعني بالدراسات الأدبية واللغوية. وأُطلق اسم الناقد والرائد محمد غنيمي هلال على الندوة في دورتها هذه، تكريماً لإنجازاته الكبيرة في التحصيل والعطاء في مجال النقد الأدبي والأدب المقارن في رحلة عطاء قصيرة، فاضت بعشرات المقالات والكتب الثرية، وبمئات الأبحاث التي أنشأ من خلالها علم الأدب المقارن في الجامعات العربية، وأسس للمنهج الاكاديمي الصارم في النقد الأدبي الحديث. مقرر الندوة أحمد درويش لفت إلى ان « التكوين الثقافي للناقد العربي المعاصر قد تقدم من دون شك خطوات كثيرة على سلم الموضوعية، والابتعاد عن مناخ الانطباعية، لكن الحرص على مستقبل ذلك النقد يقتضي ان نرصد بالقلق شيوع ظاهرتين متعارضتين تبدوان في لغته على نحو خاص، إحداهما تشف عن لون من «الأنيميا الثقافية» وتتمثل في العجز عن مجاراة ثقافة النص، بينما تتمثل الثانية في التخمة الثقافية والتظاهر بها حين يستعرض الناقد مصطلحات غالباً ما تكون أجنبية وتلك كما يرى درويش الظاهرة الأشد خطراً». وتناول جابر عصفور «تحديات الناقد المعاصر» في المحاضرة الافتتاحية للندوة حيث أعرب عن اعتقاده أن التحدي الأكبر أمام الناقد هو التحدي المنهجي وأن أهم ما يجب أن يؤمن به الناقد هو التعددية المنهجية، وأشار إلى أن مهمة الناقد باستمرار البحث، دائماً عن أفق جديد للمستقبل، ومن ثم المساءلة الدائمة لما هو قائم. كما تناول أيضاً التحدي الاجتماعي والسياسي، موضحاً أن الأوان حان للناقد ليساهم جذرياً في تغيير الواقع السياسي والاجتماعي، من خلال تغيير الواقع بتغيير وعي الناس. وأكد عصفور أن الناقد المثالي هو الناقد الذى يحدث تفاعلاً خلاقاً بين أطراف ثلاثة للمثلث، أولها التراث، وثانيها النقد الغربي، الأوروبي - الأميركي، وثالثها الواقع الأدبي المعاصر، مؤكداً أن من يتمكن من هذه الظواهر الثلاث يكون ناقداً متميزاً. جلسات الندوة الدولية الثانية عُقدت في المجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة نُخبة من الباحثين والأدباء والمفكرين من: مصر، ليبيا، سورية، لبنان، السعودية، تونس، المغرب، موريتانيا، سلطنة عُمان، الجزائر، السودان، فلسطين، الأردن. وناقش المشاركون عبر ستين بحثاً محاور عدة منها: واقع النقد الأدبي الأكاديمي والصحافي، التيارات الفكرية والمذهبية، حركة الناقد والمبدع بين المباح والمحظور، النقد وفروعه الإنسانية ونظريات النقد، تحليل الخطاب، علم السرد، النقد الثقافي، النقد النسوي، مستويات الخطاب النقدي، مشكلة المصطلح...