أدت حماوة المعركة الانتخابية في كل من العاصمة بيروت ومدينة زحلة في البقاع، الى تكثيف الأطراف المعنية أمس حملات التعبئة الإعلامية قبل 48 ساعة على عمليات الاقتراع. وفيما أخذت التعبئة في بيروت طابع حضّ الناخبين على الاقتراع وعلى عدم التشطيب للائحة «وحدة بيروت» التي يدعمها رئيس الحكومة سعد الحريري، فإنها أخذت طابع تجييش الناخبين بين مسيحيي «قوى 14 آذار» من جهة وبين «التيار الوطني الحر» من جهة ثانية، لكسب المعركة على صعيد المخاتير في المناطق المسيحية التي حصر العماد ميشال عون خوضه المعركة فيها. وتبادل المتنافسون على 3 لوائح في زحلة واحدة مدعومة من قوى 14 آذار والعائلات وثانية من النائب السابق الياس سكاف وثالثة غير مكتملة، الاتهامات والحملات إذ اتهمت قوى داعمة للائحة الأولى الثانية بالتنسيق مع أحد الأمنيين. وردت كتلة سكاف طالبة بأن تكون الاتهامات موثقة مدعومة بالشهود وتقديم شكوى في شأنها. وعاد النائب عن زحلة جوزف المعلوف (14 آذار) فتحدث عن تدخل من خارج الحدود لمصلحة اللائحة المدعومة من سكاف. وفي مجال آخر، قالت مصادر مطلعة في باريس ل «الحياة» إن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يدرس إمكان القيام بزيارة لبيروت ودمشق قريباً، وإن اتصالات تجريها الخارجية الفرنسية لتحديد المواعيد، في إطار الحوار المتواصل الذي تقوم به باريس مع كل من لبنان وسورية حول أوضاع المنطقة. وليل أمس ألقى الحريري كلمة في عشاء «للجمعية العرمونية في بيروت» نبّه فيها البيروتيين الى ان «هناك من ينصب لنا فخاً كبيراً اسمه التخلي عن واجبنا بالتصويت بكثافة (في الانتخابات البلدية في بيروت) ليفتح المجال أمام التشطيب الذي ينتج منه ضرب المناصفة التامة في المجلس البلدي المقبل لبيروت». وخاطب الحريري أهالي بيروت بصفته «مواطناً لبنانياً لا كرئيس لمجلس الوزراء ولا كرئيس لكتلة نيابية وتيار سياسي»، معتبراً ان «الفخ هو في عدم التصويت، فلا ننزل نحن ونصوت في حين يعمد غيرنا الى تشطيب اللائحة، والهدف الفعلي يأتي بعد الانتخابات فيقولون ان أهل بيروت أخلوا بالمناصفة وأخلوا بالتوازن، ولذلك علينا في الانتخابات المقبلة ان نقسم بلدية بيروت، ونفتت العاصمة». وسأل: «ماذا فعلت لهم بيروت ليعمدوا الى تفتيتها وتشويهها؟ هل يكرهونها الى هذا الحد؟». وقال «لا جواب عندي سوى الإدلاء بصوتي، هذا العمل الحضاري الديموقراطي الهادئ، الدستوري والرصين، وبهذه الطريقة وحدها نظهر للعالم كله اننا نحن، أهل بيروت، أذكى من أن تنصب لنا الأفخاخ، وأشجع من أن يهول علينا أحد وأوعى من أن نضلَلَ». وذكّر الحريري بما تعرض له والده الرئيس الراحل رفيق الحريري من حملات واتهامات بأنه «خرّب مالية الدولة»، مشيراً الى «اننا تعرضنا بعد 4 سنوات من استشهاده لأعنف أزمة مالية عالمية ترافقت مع أعنف أزمة سياسية داخلية إلا أن لبنان خرج منها سليماً معافى بل أقوى وأسلم، ودول العالم تسألنا كيف تمكنا من الصمود والنجاح وهذا يدل على أن رفيق الحريري كان يقوم بالأمر الصواب». كما ذكّر، باستخدام «نغمة التوطين» ضد الحريري الأب وباتهامه أنه يريد توطين الفلسطينيين، مشيراً الى انها «نغمة بدأت تتوقف بعد أن أصدرت الولاياتالمتحدة الأميركية بيانها الشهير بأنها لن تقبل توطين الفلسطينيين في لبنان». وقال الحريري: «نحن ضد التوطين بل نحن مع الحق الفلسطيني بدولة مستقلة والتي لن نقبل أن تكون لها عاصمة سوى القدس». وقال الحريري: «تهمة التوطين كانت محاولة لزرع فكرة أساسها طائفي، ومبنية على كذبة حول وجود مشروع للتلاعب بالتوازن الديموغرافي في لبنان. وهؤلاء أنفسهم نسوا أو تناسوا أو حاولوا أن ينسوكم، ان من بدأ الكلام عن الأعداد كان في فريق سياسي آخر، واننا نحن من قلنا ونقول كل يوم: نحن قد أوقفنا العد. نعم، لقد توقف العد. فلبنان لا يقوم ولن نقبل أن يقوم إلا على أساس المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين، مهما حصل». والتقى الحريري أمس رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في حضور وزير الأشغال غازي العريضي لبحث التطورات في البلاد.