احتفل لبنان امس بيوم شهداء الصحافة اللبنانية، وأقيم احتفال رمزي عند مدافن الشهداء وضعت خلاله أكاليل على أضرحتهم في حضور ممثلي رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة ونقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم، وحيا الرئيس ميشال سليمان «الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمواقفهم الجريئة والوطنية»، فيما تحتجب الصحف اللبنانية اليوم عن الصدور بعد عطلة نقابية أمس للمناسبة. وفي موازاة ذلك أخذت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع تزداد حماوة، لا سيما في العاصمة، على رغم مقاطعتها من «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و «حزب الله» واكتفائهما بخوض انتخابات المخاتير، وسط تحد على الصعيد المسيحي بين عون وخصومه في قوى 14 آذار حول أي من الفريقين في إمكانه تسجيل الرقم الأعلى في الأحياء المسيحية من العاصمة، فيما يخوض «حزب الله» انتخابات المخاتير عبر الائتلاف مع تيار «المستقبل» وحركة «أمل» والعائلات وأخرى عبر المنافسة مع القوى الأخرى. وعلى رغم ان تيار «المستقبل» وحلفاءه في قوى 14 آذار والمستقلين في العاصمة يخوضون المعركة البلدية وسط اقتناع بضمان الفوز، فإنهم يعملون على حشد أكبر عدد من الأصوات لتسجيل رقم عال للائحة «وحدة بيروت» التي أعلنت من دارة آل الحريري في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري قبل 3 أيام، ومن اجل ضمان تحقيق المناصفة في المجلس البلدي بين المسيحيين والمسلمين (24 عضواً)، لا سيما ان المرشحين السنّة من المعارضة واصلوا ترشحهم وشكلوا لائحة غير مكتملة ليسجلوا بدورهم رقماً انتخابياً لإثبات الوجود في ظل استحالة اختراق لائحة وحدة بيروت برئاسة المهندس بلال حمد، والتي قام اعضاؤها امس بزيارات للمرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية المعنية بالعاصمة. وإذ تجمعت لائحة معارضة غير مكتملة تحت اسم «البيارتة» فإن قوى 14 آذار تتحرك من اجل الحؤول دون أي تصويت يخترق المناصفة من قبل المقترعين خصوصاً ان القانون لا يلزم الناخب بالتوزيع الطائفي، وذلك نتيجة الخشية من ان يستغل مرشحون في المعارضة ذلك لإقناع مجموعات من الناخبين للتصويت لأكثر من المرشحين المسلمين الاثني عشر، ما يسبب خللاً في التوازن الذي يصر عليه الحريري. وهو دعا بعد ظهر امس الى التصويت للائحة كاملة من اجل الحفاظ على المناصفة «لأن التشطيب فخ منصوب تحت ذرائع مذهبية وطائفية مزيفة لإثارة الغرائز والنعرات بين ابناء بيروت». وبموازاة اتجاه الأنظار الى انتخابات بيروت فإن الحراك الانتخابي في مدينة زحلة يزداد مع اقتراب موعد الاقتراع، إذ ان المنازلة بين لائحة مدعومة من النائب السابق الياس سكاف وأخرى برئاسة رئيس البلدية الحالي اسعد زغيب وأحزاب قوى 14 آذار والعائلات، وثالثة غير مكتملة مدعومة من احد النواب السابقين تأخذ طابعاً سياسياً نتيجة رغبة سكاف بالانتقام لخسارته النيابة عام 2009 وإثبات انه الأقوى في المدينة. وفيما تشكلت لوائح ائتلافية في منطقة البقاع الغربي والبقاع الشمالي، أعلنت امس لائحة غير مكتملة في مدينة بعلبك في مواجهة اللائحة الائتلافية المدعومة من «حزب الله» وحركة «امل»، فضلاً عن ان بلدة جب جنين ستشهد معركة بين قوى 14 آذار وبين المعارضة والنائبين السابقين ايلي الفرزلي وعبدالرحيم مراد. وأخذ الاهتمام ينصب على انتخابات المرحلة الثالثة في 16 الشهر في محافظتي الجنوب والشمال. وتبذل جهود لتشكيل لائحة ائتلافية في مدينة طرابلس حيث زار مساء امس الحريري رئيس الحكومة السابق عمر كرامي من اجل البحث في الائتلاف في عاصمة الشمال. واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع امس ان معركة الأحد في بيروت سيكون مسرحها الأساسي في الأشرفية والرميل والصيفي، أي في المناطق المسيحية، واصفاً مشاركة عون على المستوى الاختياري فقط بأنها «خطأ في التقدير». وإذ فضّل جعجع ترك معركة زحلة الى أهلها، أشار الى مداخلات في انتخاباتها «من خارجها، بل ومن خارج الحدود الى درجة اعتماد كل الوسائل لتهريب اصوات مؤيدة للائحة التي تدعمها قوى 14 آذار». ومساء أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية في بيان مساء امس فوز 44 بلدية و127 مختاراً بالتزكية، في محافظة البقاع، إضافة الى فوز 6 مخاتير في بيروت.