بحث زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أزمة الشغور الرئاسي، وأكد الطرفان التحالف بينهما في الانتخابات البلدية في بيروت، والاتفاق على التنسيق بينهما في سائر المناطق. واستقبل الحريري في مقر إقامته على عشاء عمل ليل أول من أمس، جعجع الذي رافقه رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» ملحم الرياشي، وحضر مستشار الحريري غطاس خوري. وتركز البحث، بحسب المكتب الإعلامي للحريري، على «تداعيات الشغور الرئاسي السلبية على مختلف الصعد السياسية، الاقتصادية والاجتماعية وعلى مناعة لبنان في مواجهة العواصف المحيطة، كما تركز على سبل تفعيل تحالف قوى 14 آذار بصفته مكان التقاء القوى السيادية والاستقلالية المؤمنة بمشروع الدولة». ودان الحريري وجعجع «حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد على المدنيين في حلب»، واعتبرا «أن ما تشهده هذه المدينة الشهيدة هو قمة الإرهاب». وأمس، اطلع الحريري رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر على أجواء اللقاء مع جعجع. وقال الحريري: «أكدت له أن الحوار مع الحكيم سيستمر، وأنني على علاقة مميزة معه. قد تكون هناك بعض الاختلافات، ولكن العلاقة المتينة بين «القوات» و»المستقبل» ستبقى مستمرة». ورافق الحريري في زيارته مطرانية بيروت المستشاران داود الصايغ وخوري. وأوضح بعد اللقاء أن التحاور تناول «ما يدور في البلد، لا سيما موضوع رئاسة الجمهورية. وشرحت له الجهود التي نقوم بها في هذا الإطار. كما تحدثت معه في أهمية المناصفة في بلدية بيروت، خصوصاً أننا على أبواب الانتخابات البلدية والاختيارية. وبالنسبة إلى المناصفة خط أحمر، أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا ما سيحصل إن شاء الله». وحض الحريري «جميع أهالي بيروت على النزول إلى صناديق الاقتراع والتصويت للمناصفة»، قائلاً: «بيروت بحاجة إلى إنماء وعين ساهرة عليها، والكل يعرف أننا ندعم «لائحة البيارتة» القائمة على المناصفة، وندعو الجميع إلى انتخابها». وقال المطران مطر: «نقدر في الرئيس الحريري الاعتدال الذي يحمله في قلبه وصدره على مستوى العالم العربي، كما على مستوى بيروتولبنان. فهو رجل الوحدة والاعتدال الحقيقي والعيش المشترك. ونقول له عافاك الله على كل الجهود التي تبذلها، وبيروت جزء من هذا الاعتدال، وهذا ما رسمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن نؤيد المناصفة في الانتخابات البلدية في بيروت ونتمنى أن تبقى العاصمة مستمرة بهذه الروح. ولا بد للبنان من أن يصل إلى الحلول التي نسعى لها، والرئيس الحريري لا يألو جهداً في هذا المجال، وكذلك كل المخلصين في هذا البلد، وإذا وضعنا أيدينا بأيدي بعضنا بعضاً نصل جميعنا إلى شاطئ الأمان». ودعا الناخبين البيارتة إلى «أن يكونوا منصفين، ويعرفوا أن بيروت هي يد واحدة، مسلمين ومسيحيين يعملون من أجل عاصمتهم ومدينتهم، وهذه المدينة لها قيمة أبعد من بيروت نفسها، هي مهمة بالنسبة إلى لبنان والعالم العربي ككل». السفير الروسي والتقى الحريري السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين في حضور مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وأوضح الديبلوماسي الروسي أن «في إطار التواصل المستمر بين الرئيس الحريري والقيادة الروسية، جرت مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأكدت باسم الرئيس فلاديمير بوتين والوزير (الخارجية) سيرغي لافروف سعيهما إلى تطوير الحوار مع الرئيس الحريري، من أجل مصلحة تعزيز العلاقات اللبنانية - الروسية». وعما إذا كان هناك مسعى روسي لإتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان، اعتبر زاسبيكين أن «هذا المسعى مستمر طوال الفترة الأخيرة، واتصالاتنا مع جميع الأطراف المعنية، ونقوم بجهود بناءة لمصلحة الشعب اللبناني، ونتمنى أن تتطور الجهود المشتركة في هذا الإطار». وزار الحريري مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة في مقر المطرانية، في حضور النائب عاطف مجدلاني والمستشارين خوري والصايغ. وقال الحريري: «أكدنا حرصنا على المناصفة وحسن التمثيل في بلدية بيروت، وهذا ما نسعى إليه، وهنأناه بعيد الفصح المجيد، ونحن على توافق دائم معه حول كثير من الأمور. كما أطلعناه على الجهود التي نقوم بها، لا سيما في ملف رئاسة الجمهورية». وعما قاله زاسبكين عن «حرص قوي من القيادة في روسيا على التواصل معه»، قال: «نحرص على علاقة مميزة مع روسيا لأنها دولة كبرى وموجودة في المنطقة، ولها دور مهم في ما يحصل في سورية. وأرى أن ما يحصل اليوم، لا سيما في حلب جريمة كبرى بحق حلب والمواطنين والأطفال والنساء الذين ينتشلونهم أشلاء. أعلم أن الرئيس بوتين حريص جداً على الحل السياسي، ولكن النظام السوري يقوم بمحاولات لضرب هذا الحل، لأنه يعرف جيداً أن أي أمر يتعلق بتعديل الدستور أو مرحلة انتقالية أو انتخابات مبكرة في رئاسة الجمهورية في سورية سيؤدي إلى عدم بقاء بشار الأسد في سورية. ونرى أن العمليات الإجرامية الحاصلة اليوم في حلب هي لضرب الجهود التي تقوم بها روسيا ضمن الحل السياسي». وشدد على ان «علاقتنا مع روسيا قائمة منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن نستكمل هذه العلاقة بشتى الوسائل». وعما اذا كان الانفتاح الروسي يسهل وصول رئيس للجمهورية في لبنان، قال الحريري: «ندعو كل أصدقائنا كي يساعدونا في هذه المرحلة وفي هذا الموضوع وإن شاء الله خيراً».