ذكرت مصادر صحراوية أن أعداد المنشقين عن جبهة «بوليساريو» الذين نزحوا من مخيمات تندوف في اتجاه المحافظات الصحراوية الواقعة تحت نفوذ المغرب زاد عن 500 فرد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وروى منشقون شباب أنهم عبروا مسالك وعرة وصحارى قاحلة جنوب المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، فيما عزت المصادر كثافة النزوح إلى تداعيات الأوضاع الإنسانية في المخيمات، إضافة إلى الاتصالات التي تجرى بين الأهالي من الضفتين. إلى ذلك، رأت المصادر في الدعم الروسي لخطة الحل السياسي لنزاع الصحراء تحولاً إيجابياً يتماشى وتصورات مجلس الأمن الدولي لإنهاء المشكلة. وصرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اختتام محادثات مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري في موسكو بأن بلاده «تؤيد الحل السلمي» لقضية الصحراء، وأنها مع التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الطرفين. وأضاف أن موسكو «ترى أن إحراز التقدم في الملف» سيكون له أثر إيجابي في المنطقة برمتها في كل المجالات، في إشارة إلى التأثير السلبي لنزاع الصحراء على البناء المغاربي والخلافات الإقليمية. وخطت روسيا في السنوات الأخيرة في اتجاه دعم جهود الأممالمتحدة، بعدما كانت تميل خلال فترة الحرب الباردة إلى الطرف الآخر، ما حدا بالمغرب في ثمانينات القرن الماضي الى إبرام «صفقة القرن» التي تقضي بتزويد الاتحاد السوفياتي بالفوسفات ومشتقاته. وكان لافتاً وقتذاك أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الرباطوموسكو تعززت أكثر، في مقابل علاقات مماثلة نشأت بين الجزائر والولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي والتجاري. وتسبق زيارة الفاسي إلى موسكو وضع أجندة الجولة الثالثة من المفاوضات غير الرسمية الخاصة بنزاع الصحراء. وعلى رغم الاتفاق مبدئياً على العودة الى طاولة المفاوضات، فإن صعوبات حقيقية لا تزال تعترض مساعي الموفد الروسي كريستوفر روس لتحديد موعد ومكان المفاوضات التي دعا مجلس الأمن الدولي إلى استئنافها من دون شروط مسبقة. غير أن الخلافات التي برزت حول صلاحيات هيئة «المينورسو» دفعت في اتجاه المزيد من الجمود. وانتقدت «بوليساريو» مواقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك موقف كل من فرنساوإسبانيا كونهما يدعمان خطة الحكم الذاتي الذي يقول المغرب إن لا بديل منها كمرجعية لأية مفاوضات مرتقبة. ولوّحت «بوليساريو» في السابق بمقاطعة المفاوضات ومعاودة حمل السلاح. وينظر مراقبون إلى المأزق الراهن على أنه يشكّل عائقاً أمام العودة إلى المفاوضات، ما لم تحدث تطورات في مواقف الأطراف المعنية، بخاصة في ضوء سباق التسلح الذي تعرفه المنطقة. وكشفت مصادر إسبانية أن مدريد أبرمت مع الرباط صفقة لتزويدها بأسلحة تشمل دبابات وعربات مصفحة وتجهيزات بحرية، ما أثار جدلاً داخل الأوساط الإسبانية المتشددة التي تربط بين معاودة طلب المغرب انسحاب إسبانيا من المدينتين المحتلتين سبتة ومليلة وتزويده بالأسلحة.