شارك طرفا النزاع اليمني أمس في جلسة مفاوضات مباشرة هي الأولى التي يلتقي وفد الحكومة اليمنية والوفد الذي يمثل الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح وجهاً الى وجه منذ بدء مشاورات الكويت في 21 الشهر الماضي. ويدير المشاورات مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. وجرى القسم الأكبر من جولات التفاوض السابقة في شكل منفصل من خلال لقاءات ثنائية بين ولد الشيخ وكل من الوفدين المتخاصمين على حدة. وتقدم وفدا الحوثي وصالح في ساعة متقدمة من ليل أول من أمس (الجمعة) بتصوراتهما عن النقاط التي تدور حولها مشاورات السلام اليمنية، وكان وفد الحكومة اليمنية قدمت تصوراته يوم الخميس، ومكّن تقديم كل من الفرقاء لهذه التصورات من عقد جلسة ظهر أمس السبت وصفت بأنها «موضوعية» بعد 9 جلسات من مشاورات السلام غلب عليها الجدل حول خروقات وقف إطلاق النار. وقالت مصادر قريبة من المشاورات أن الخلاف حول اولويات تطبيق هذه النقاط ما زال قائماً، اذ تصر الحكومة على تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن قبل مناقشة العملية السياسية، فيما يطالب الحوثيون بتشكيل حكومة انتقالية موسعة (توافقية) وإجراء حوار سياسي قبل تسليم اسلحتهم. الى ذلك قال محمد عبدالسلام الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم إلى المشاورات أن أبرز ملامح رؤيتهم لحل الأزمة اليمنية والتي سلمت الى الأممالمتحدة تتمثل في إنشاء حكومة وحدة وطنية، ثم تشكيل لجنة أمنية عليا تشرف على الانسحابات وتسليم السلاح الثقيل للدولة. وأوضح عبدالسلام في حوار مع «الحياة» عبر الهاتف من الكويت، أن مصير الرئيس عبدربه منصور هادي ومدى قبولهم بعودته الى العاصمة صنعاء، يخضع للحوار والمرجعيات التي تحكمه، إلا أنه أكد أن موقف الحوثيين يتمثل في تشكيل مجلس رئاسي يكون الرئيس توافقياً وتكون مهماته واضحة خلال الفترة الانتقالية. ووصف عبدالسلام علاقتهم بالسعودية في الوقت الراهن ب «الجيدة»، مبيناً أن هناك الكثير من القضايا التي تتطلب النقاش المستمر مع الجانب السعودي، وأن التفاهمات ستساهم في شكل كبير في إزالة المخاوف الموجودة وربما الاحتقان القائم للوصول إلى سلام عادل يساهم في رفع المعاناة الداخلية على مستوى البلد، والاسهام في العلاقات الدولية والعربية بخاصة مع دول الجوار وبالذات المملكة العربية السعودية. واعتبر الناطق باسم الحوثيين أنه يجب أن تستمر إدارة اليمن بالتوافق حتى الوصول إلى انتخابات ودستور واضح. وقال: نحن نريد ألا يذهب أحد لإدارة السلطة منفرداً، لا هم ولا نحن، وإنما وفق التوافق الذي أقرته المرجعيات وحكمت البلد حتى الآن، بما فيها عبدربة منصور هادي والحكومة وكل هذه التفاصيل، ثم نذهب جميعاً إلى معالجة الحل السياسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية المتوافق عليها، واستكمال المسائل السياسية التي لم نتفق عليها كالدستور والأقاليم والسجل الانتخابي وغيرها من المسائل التي ربما كانت سبباً في الأزمة، ثم بعد ذلك الاتفاق على السلطات التشريعية والتنفيذية. من جهة اخرى، ذكرت وكالة «سبأ» اليمنية للأنباء التي يسيطر عليها الحوثيون إن مفاوضات أمس تشكل «مرحلة جديدة من المفاوضات هي الأكثر اختباراً لحقيقة موقف الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في الدفع بمسار الحلول السلمية وإيقاف العدوان ورفع الحصار عن اليمن». على صعيد تطورات الحرب التي يخوضها الجيش اليمني ضد تنظيم «القاعدة» أعلن محافظ حضرموت أحمد بن بريك أن القوات اليمنية استعادت أمس السيطرة على معسكر للجيش كان يسيطر عليه التنظيم وضبطت «كميات كبيرة» من الأسلحة في المحافظة. وتندرج هذه الاندفاعة الجديدة للقوات اليمنية، بدعم من غارات التحالف العربي، ضمن حملة أوسع ضد الجهاديين أسفرت الأحد الماضي عن استعادة المكلا كبرى مدن هذه المحافظة، منهية بذلك وجود «القاعدة» لأكثر من سنة في المدينة. وقال بن بريك ان الهجوم سيستمر باتجاه قطن، المدينة الأخرى في حضرموت، من أجل طرد عناصر «القاعدة». وسيطرت القوات الحكومية على معسكر الجيش، وضبطت «كميات كبيرة من الأسلحة» وقبضت على «ثمانية من تنظيم القاعدة». وأكد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في بيان نشره أمس على حسابه على «تويتر» انسحابه من ميناء المكلا بعد أسبوع من سيطرة الحكومة على المدينة التي استخدمها التنظيم لجمع ثروة طائلة وسط فوضى الحرب الأهلية. وقال التنظيم إنه انسحب من الميناء الواقع على الساحل الجنوبي لليمن لإنقاذه من الدمار وإن عدداً محدوداً من أفراده قتل. وأضاف: «لم ننسحب إلا تفويتاً للفرصة على العدو في نقل المعركة إلى بيوتكم وأسواقكم وطرقكم ومساجدكم».