حررت القوات المسلحة اليمنية مرافق مدنية وعسكرية ومنشآت اقتصادية في حضرموت المكلا اليمنية، وتمكنت بمساندة المقاومة الشعبية من تحرير معسكر الأدواس وميناء الضبة ومطار الريان وقيادة المنطقة العسكرية الثانية في محافظة حضرموتبجنوب شرق البلاد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن قائد عملية تحرير المكلا العميد الركن فرج سالمين البحسني «أن القوات المسلحة تحركت في اتجاهين، الأول لتحرير مطار الريان الدولي والذي تم الاستيلاء عليه ودحر قوى الإرهاب، والاتجاه الثاني لتحرير ميناء الضبة النفطي شرق مدينة الشحر، وتم الاستيلاء عليه بأقل الخسائر». واضاف سالمين «ان قوة عسكرية تحركت اليوم نحو مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وتمكنت من الاستيلاء على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بعد معارك مع الإرهابيين الذين لاذ الكثير منهم بالفرار باتجاه فوه» إلى الغرب من المدينة مشيراً إلى أن العملية العسكرية أسفرت عن مصرع العشرات من العناصر الإرهابية. وأكد أن القوات المسلحة تقوم حالياً بتمشيط مدينة المكلا والأحياء السكنية المجاورة لها داعياً المواطنين الى مساعدة القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، وأحكمت قوات النخبة الحضرمية الموالية للشرعية في اليمن، سيطرتها على المواقع والمقرات الحكومية والعسكرية بمدينة المكلا، أمس الاثنين، بعد هروب عناصر تنظيم القاعدة منها، حيث قتل 800 من التنظيم الارهابي بينهم قيادات. خروقات الحوثيين ونشرت قوات النخبة افرادها في ميناء المكلا والمنطقة العسكرية الثانية وديوان المحافظة إلى جانب القصر الجمهوري. واستحدث رجال الجيش نقاطا أمنية على مداخل المدينة، كما كون أبناؤها لجانا شعبية لحماية الممتلكات العامة من اعمال النهب، وشاركت مقاتلات التحالف في العملية العسكرية لتحرير المكلا، من خلال قصف مواقع عناصرالقاعدة بسلسلة غارات جوية قضت على المئات منهم. في وقت استأنف فيه وفدا الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين وحلفائهم اجتماعاتهما أمس الاثنين، غداة يوم طويل من النقاشات حول مسائل امنية وسياسية وانسانية. وتفصل «فروقات كبيرة» بين الوفدين المشاركين في مباحثات السلام التي بدأت الخميس الماضي برعاية الاممالمتحدة في الكويت، بحسب ما اعلن الموفد الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد. ولم تحقق المباحثات التي بدأت الخميس بعد تأخير امتد ثلاثة ايام، اي تقدم جدي حتى الآن. ولايزال الطرفان يبحثان في سبل تثبيت وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في البلاد منتصف ليل 10-11 ابريل، ووصف وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي المباحثات بانها «عقيمة». وأكد وفد الحكومة اليمنية الشرعية إلى مفاوضات الكويت، ارتكاب ميليشيا الانقلابيين 127 خرقاً لوقف إطلاق النار يوم أمس السبت. وأوضح الوفد الحكومي، في تقرير قدمه إلى الجلسة الرابعة من المشاورات المنعقدة في دولة الكويت، مع وفد الحوثي وصالح، أن الخروقات تم تسجيلها في محافظات تعز والجوفومأرب والبيضاء وشبوة، وبين الوفد، أنه تم تسجيل 22 اختراقا في محافظة تعز، أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، وإصابة سبعة آخرين. فيما تم تسجيل 11 اختراقا في محافظة البيضاء، و 50 اختراقا في محافظة الجوف، و39 اختراقا في محافظة مأرب، وخمسة اختراقات في محافظة شبوة. وأفادت «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية»، أن الجلسة الرابعة من المشاورات التي ترعاها الاممالمتحدة الرامية إلى إحلال السلام الدائم في اليمن، كُرست لمناقشة أجندة المشاورات المطروحة على جدول الأعمال بناء على المرجعات الاساسية المتمثلة بتنفيذ القرار 2216 والمبادة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني، وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه في مشاورات بييل السويسرية التي عُقدت في شهر ديسمبر الماضي. من جهتها، أكدت لجنة التهدئة في تقريرها أن الخروقات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي وصالح مستمرة. وأفادت الوكالة، أن مندوب الأممالمتحدة باللجنة العسكرية للتهدئة، قدم معلومات، أكد فيها عدم قيام الطيران التابع لقوات التحالف العربي، بشن أي هجمات، وأن تحليقه فوق الأراضي اليمنية تم دون قصف. واعلنت الاممالمتحدة أمس الاثنين تخلل اليوم الرابع من مشاورات السلام اليمنية-اليمنية مجموعة لقاءات ثنائية وجماعية تطرقت الى المواضيع الأمنية والسياسية والإنسانية. واضاف بيان صادر عن المبعوث الاممي لليمن «لقد عرض المندوبان اللذان تم تعيينهما في اليوم الثالث من المفاوضات عرضا أوليا تضمن تأكيدات عن تحسن ملحوظ للوضع الأمني. وقد طرحت مجموعة من التدابير لدعم جهود لجنة التهدئة والتواصل واللجان المحلية». وعقد مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد مجموعة لقاءات ثنائية مع رؤساء الوفود ومجموعة من الهيئات الدبلوماسية الموجودة في الكويت للتباحث في مستجدات الوضع اليمني وقال «لا شك ان هناك فروقات كبيرة في وجهات النظر الا ان اجماع المشاركين على احلال السلام يجعل التوصل الى الحل ممكنا. هناك خياران فقط: البقاء على الحرب او التشاور وتقديم التنازلات من أجل التوصل الى السلام. وعلى الجميع تحمل مسؤولية قراراتهم». وكان ولد الشيخ احمد قال في وقت متاخر الاحد «لا شك ان هناك فروقات كبيرة في وجهات النظر، الا ان اجماع المشاركين على احلال السلام يجعل التوصل الى الحل ممكنا» بين الطرفين. واتفق الجانبان على تكليف مسؤول من كل طرف بتقديم اقتراحات حول تثبيت وقف النار. ووصف وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي المباحثات بانها «عقيمة». ويصر الوفد الحكومي على ضرورة ان يشمل وقف النار خطوات لبناء الثقة، مثل فتح ممرات آمنة الى كل المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين السياسيين والمحتجزين. كما ترى الحكومة اليمنية ان المباحثات يجب ان تستند الى قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها وتسليم اسلحتهم الثقيلة، بينما في المقابل، يطالب الحوثيون وحلفاؤهم من انصار المخلوع صالح، بالوقف التام للغارات الجوية للتحالف الذي بدأ عملياته في اليمن نهاية مارس 2015. وكان انطلاق المباحثات ارجئ ثلاثة ايام بعد امتناع وفد المتمردين بداية عن الحضور الى الكويت، معللين ذلك بمواصلة القوات الحكومية والتحالف خرق وقف اطلاق النار. وعاد الحوثيون للمفاوضات وابدوا موافقتهم على الانضمام اليها، بعد اعلانهم تلقي ضمانات باحترام الهدنة. فيما حذّرت الحكومة البريطانية من جهتها من «التداعيات التي يمكن أن تنجم عن استمرار غياب الاستقرار في اليمن كتعزيز قدرات التنظيمات الإرهابية»، داعية جميع الأطراف اليمنية إلى «احترام وقف إطلاق النار والالتزام بالمحادثات في الكويت». تحرير المكلا وميدانيا حققت قوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي، ومشاركة قوات خاصة سعودية واماراتية، تقدما على حساب تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، ضمن عملية واسعة أطلقت أمس ادت لطرده من احد معاقله ومقتل مئات من عناصره،. والعملية التي تشارك فيها قوات خاصة سعودية واماراتية، هي الاكبر ضد الارهابيين منذ بدء التحالف في مارس 2015، عمليات اعادة ودعم الشرعية ضد الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم، وللمرة الاولى يعلن التحالف مشاركة قوات برية منه في قتال الارهابيين في اليمن، علما انه سبق لهذه القوات تقديم دعم ميداني مباشر للقوات الحكومية، في المعارك ضد الانقلابيين الصيف الماضي. وفي وقت مبكر الاثنين، أعلنت قيادة التحالف «انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، يشارك فيها الجيش اليمني، وعناصر من القوات الخاصة السعودية، والاماراتية». واضافت ان العملية التي انطلقت الاحد، «أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم». واوضح التحالف ان العملية تأتي «في اطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الارهابية في اليمن، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأهمها مدينة المكلا والتي تعتبر معقل التنظيم». وأضافت قيادة التحالف :«ان هذه العملية ستتيح تكثيف جهود الاغاثة الإنسانية في تلك المدن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وتؤكد الدول المشاركة في هذه العملية استمرارها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في جميع المدن اليمنية وهزيمتها وحرمانها من الملاذ الآمن حتى إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة». وكانت القوات اليمنية تمكنت الاحد، بدعم ايضا من ضربات جوية للتحالف، من استعادة المكلا مركز محافظة حضرموت (جنوب شرق)، والتي سيطر عليها تنظيم القاعدة في ابريل 2015. وافاد مسؤول عسكري يمني «دخلنا وسط المدينة ولم نصادف مقاومة من مقاتلي القاعدة الذين انسحبوا غربا» في اتجاه صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة لها. واوضحت مصادر عسكرية يمنية ان القوات المهاجمة تمكنت من استعادة مطار الريان في المكلا، ومعسكر للقاعدة قريب من المدينة، وميناء الضبا النفطي شرق حضرموت. وكان عناصر تنظيم القاعدة هاجموا المكلا في الثاني من ابريل 2015، وسيطروا على احيائها. خطر القاعدة من جهة اخرى قال إدوين سموأل المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن «غياب الاستقرار على المدى الطويل في اليمن، قد يزيد من خطر القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش في اليمن، ويعزز من قدراتهما». وأضاف سموأل في تصريح لوكالة الانباء الألمانية في دبي الاثنين: «التصدي لمثل هذه التهديدات الإرهابية لا يزال على رأس الأولويات لدى الحكومة البريطانية، ونحن نواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة هذا التهديد». وتابع «محادثات السلام اليمنية في الكويت قد تكون نقطة تحول لليمن، حيث يتعين على كافة الأطراف المشاركة في إيجاد حل سياسي وانهاء الصراع بشكل بناء، عبر الوصول إلى اتفاق يسمح باستئناف حوار سياسي شامل». وأشار إلى أهمية «استبدال المحادثات بالقتال»، لافتا إلى أن «بريطانيا تدعم عمل مبعوث الأممالمتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتعمل بشكل وثيق مع الأممالمتحدة لتشجيع الأطراف على الانخراط بحسن نية، من دون شروط مسبقة، واحترام وقف إطلاق النار». وقال سموأل إن «اليمن يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، حيث يحتاج 80 % من السكان أي نحو 21 مليون يمني إلى مساعدات إنسانية، من ضمنهم 10 ملايين طفل، كما يواجه 6ر7 مليون يمني نقصا حادا في الغذاء، فضلا عن نزوح نحو 5ر2 مليون شخص منذ آذار/ مارس 2015». وأضاف: «ترتبط بريطانيا مع اليمن واليمنيين بعلاقات راسخة، وهي تكن للشعب اليمني الكثير من الاحترام. وستكون هناك مأساة حقيقية إذا ما أصبحت اليمن أرضا خصبة للمجموعات الإرهابية ومأوى لها». وذكر أن «المملكة المتحدة هي رابع أكبر جهة مانحة لليمن كما أنها ضاعفت التزامها لليمن خلال العام الماضي إلى 85 مليون جنيه استرليني، وساعدت حتى الآن أكثر من 3ر1 مليون يمني وزودتهم بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية والمياه والمأوى في حالات الطوارئ».