أصبح الخلاف علانية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو على رغم حرص الأخير على إخفائها، وذلك بسبب تصريحات وسياسات الرئيس أردوغان الذي لا يبدو على القدر نفسه من الحرص في إخفاء أي سجال يحدث بين الرجلين. وفوجئت قواعد حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بقرار اللجنة المركزية التي تتبع غالبيتها للرئيس أردوغان، تقليص صلاحيات زعيم الحزب داود أوغلو من دون سبب يذكر، ما يحرمه من حق تعيين ممثلي الحزب في المحافظات والمديريات، وينقل صلاحية تعيينهم إلى اللجنة المركزية المكونة من خمسين شخصاً. وكانت أنباء إعلامية مقربة من الحزب سربت سابقاً أن داود أوغلو كان قد بدأ منذ بداية العام الجاري بتغيير مسؤولي مكاتب الحزب في عدد من المحافظات والمدن بهدوء، خصوصاً أولئك الموالين للرئيس أردوغان وتعيين آخرين موالين له، وأن الرئيس أردوغان أبدى انزعاجه من هذا الأمر. والمعروف أن اللجنة المركزية الحالية للحزب اختار معظم أسمائها الرئيس أردوغان وفرضها على داود أوغلو الذي حاول إدخال بعض الأسماء المقربة منه اليها لكنه فشل. كما لا يخفى على أحد أن قيادات الحزب في المحافظات تدين بالولاء للرئيس أكثر من زعيم الحزب، وهو وضع يقيد يدي داود أوغلو ويجعل الرئيس أردوغان القائد الفعلي. وكثف صحافيون مقربون من القصر الرئاسي من كتاباتهم النقدية لداود أوغلو أخيراً، واتهموه بالعمل على تشويه سمعة وزير النقل والاتصالات بن علي يلدرم المقرب من أردوغان والمرشح لخلافة داود أوغلو في زعامة الحزب في حال انقطع حبل الود مع أردوغان، وذلك من خلال تسريب صورة لابن يلدرم يلعب القمار في إحدى الدول الآسيوية لإحدى وسائل المعارضة، وهدده صراحة عدد من الكتاب برد قاسٍ من القصر، بل إن الصحافي نصوحي غونغور قال عبر التلفزيون «إنه ليس سراً أن العمل يجري على استبدال داود أوغلو لأنه أثبت فشله في قيادة الحزب وتطبيق سياسات أردوغان». ولفت الرئيس انتباه الكثيرين بتصريحات تقلل من شأن أي نجاح سياسي يحققه داود أوغلو، مثل انتقاده لاتفاقية تبادل اللاجئين السوريين مع دول الاتحاد الأوروبي، والتي يعتبرها داود أوغلو أهم نجاح سياسي خارجي حققه أخيراً، وكذلك إصراره على جمع مجلس الوزراء في قصره من وقت الى آخر، حيث أعلن أردوغان أنه سيجمع الوزراء الأسبوع المقبل من أجل مناقشة عدد من القضايا الأمنية. ويختلف الرجلان في طريقة التعامل مع عدد من القضايا مثل الملف الكردي والسوري والنظام الجديد للدستور الذي يريده أردوغان رئاسياً، بينما يتردد داود أوغلو بين رأي أن انتخابات حزيران (يونيو) الماضي تشير إلى رفض الشارع للموضوع، لكن إصرار أردوغان يدفعه الى طرحه من جديد.